أدى ياسين إبراهيمي، لاعب المنتخب الوطني موسما استثنائيا خلال سنة 2014، تميز بأداء مشرف في مونديال البرازيل مع الخضر وتأهل تاريخي للمحاربين إلى الدور الثاني، ساهم فيه ابن الصحراء بشكل لافت، كما تألق ياسين مع ناديه الجديد بورتو البرتغالي، قادما من غرناطة الإسباني، وصنع لنفسه اسما في ظرف وجيز. و قد اختير أحسن لاعب إفريقي من طرف هيئة ”البي.بي.سي” البريطانية، وأحسن لاعب إفريقي في الليغا الاسبانية، ونال الكرة الذهبية الجزائرية لجريدة الهدّاف. ياسين إبراهيمي ابن مدينة المنيعة، جنوب ولاية غرداية على بعد 270 كم، أصبح معشوق الجماهير الكروية في الجزائر وخارجها، ويعتبره شباب المنيعة وسكانها سفيرا لمدينتهم، التي زادت شهرة بفضل نجمهم الجديد، وأصبحت معروفة في أنحاء العالم، خاصة وأنه يتميز بخلق عال وتربية دينية أصيلة، ولا ينكر أصوله، كما يروي مقربون من محيطه العائلي. الدكتور لشهب محمد، الطبيب الجراح الذي أشرف على ختان ياسين في المنيعة: نذرف دموع الفرح لكل إنجاز يساهم فيه ياسين ارتباط ياسين بالمنيعة ليس جديدا، فعائلته كانت تقطن هذه المدينةالجنوبية الساحرة بواحاتها وكثبانها الرملية الذهبية، والدليل على ذلك، أن عملية ختانه لما كان صبيا، أجريت له بالمنطقة، بإشراف الدكتور محمد لشهب طبيب جراح، الذي لا يزال إلى يومنا يواصل عمله بمستشفى الولاية. ويذكر الطبيب لشهب ل«المساء” أنه تربطه علاقة صداقة بياسين وعائلته منذ سنوات، ويتردد على زيارتهم من حين لآخر في المنيعة وفرنسا: ”ياسين أصبح نجما عالميا في كرة القدم هذا أمر مدهش ورائع”، قال الدكتور لشهب، الذي تذكر ياسين الصبي ودموع الخوف في عينيه، أثناء عملية ختانه، ”اليوم نحن نذرف دموع الفرح والفخر لكل إنجاز يساهم فيه ياسين مع الجزائر”، يضيف الدكتور. ابنة عمه الحاجة ابراهيمي: ياسين قام بعدة مبادرات تضامنية لصالح شباب المنيعة تروي ابنة عم ياسين، الحاجة إبراهيمي الرياضية و رئيسة نادي كرة اليد بالمنيعة، أن ابن عمها، شاب متدين، يحافظ على صلواته ويقرأ القرآن، ومتمسك بأصالته وتربيته الإسلامية، معطاء ومحب للخير، وقد قام بعدة مبادرات تضامنية لصالح شباب المنطقة.
فتحي شويرف، رئيس المجلس البلدي للرياضة في المنيعة: أنا سعيد لمساهمتي في تأهيل ياسين في الفريق الوطني ”قمت بتسهيلات كبيرة لأجل تأهيل ملف ياسين في المنتخب” يروي رئيس المجلس البلدي للرياضة في المنيعة، فتحي شويرف، الذي يؤكد بأنه قام بدور كبير لاستخراج وثائق الحالة المدنية لياسين إبراهيمي، وإرسالها إلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بهدف تأهيل ملفه لدى الفيفا، وتسهيل انضمامه إلى الخضر، حيث قال محدثنا، إنه كان سعيدا بأدائه لهذه المهمة وتغمره فرحة كبيرة عندما يشاهد ياسين يتألق مع الجزائر. شباب المنيعة: ياسين جعلنا ننسى النقائص التنموية تألق ياسين اللافت خلال هذا العام، خاصة مع المنتخب الوطني، جعل الأضواء تسلط عليه بشكل كبير وعلى مدينته المنيعة، التي ينسى سكانها النقائص التنموية ويعتبرون ابن مدينهم سفيرا دون أوراق اعتماد، حيث ساهم في تقديم صورة نموذجية عن الشباب الطامح، الواعد، القاهر للصعاب، عندما توفر له الإمكانات المادية. ويتفاعل سكان مدينة المنيعة مع مباريات إبراهيمي بشكل كبير ويتبادلون مقاطع الفيديو للقطاته وصوره عبر شبكات التواصل الاجتماعي، و قد حظي ياسين باستقبال مميز في المنيعة عندما زار المنطقة مؤخرا. إبهاره للإعلام العالمي أخرج المنعية إلى دائرة الضوء وهزّ الأداء المميز لياسين مشاعر الإعلام الأوروبي والفرنسي خاصة، حيث طرح موقع ”ليكيب” سؤالا: ”لماذا أضاعت البطولة الفرنسية إبراهيمي؟”، بينما أفرد ”سو فوت” الشهير، مقالة مطولة بعنوان: ”هل دقّت ساعة إبراهيمي؟”، إذ توقّف طويلا عند موهبة اللاعب الفنان، وأشار إلى أن الصحافة البرتغالية لم يعد لها من حديث سوى ياسين، الذي اختير أفضل مراوغ في الليغا الإسبانية متفوّقا على ميسي و رونالدو وإنييستا، فهو يمتلك مهارات عالية، وقادر على مداعبة الكرة بأسلوب لا يتقنه غيره، وهو ما يعشقه البرتغاليون، ويستدل الصحافيان وليم بيريرا وسوان بورسيلينو بما ورد في موقع ”مايسفوتبول” البرتغالي، حين كتب بحرارة ”احتفظوا بهذا الاسم... إنّه نابغة”، ويعني بذلك إبراهيمي، الذي استقدمه بورتو بستة ملايين ونصف المليون أورو، وهو بعد نصف موسم يضاعف قيمته بصورة صاروخية، كل هذا زاد مفخرة للمنيعة وولاية غرداية ككل، ولسكان هذه المنطقة الذين أصبحوا يرون أنفسهم في جوهرتهم إبراهيمي. أبناء المنيعة يؤكدون: سيتربع على عرش إفريقيا وسينافس أحسن اللاعبين عالميا تأكيد اللاعب ابراهيمي على موهبته وفاعليته وتألقه اللافت في المونديال مع الجزائر، أعاد الحديث عن إمكانية انتقاله إلى فريق من الصف الأول، هذا هو ياسين الطفل الهادئ، المؤدب، الخجول، العاشق للكرة، يتحول في الملعب إلى شيء آخر، لا يفكر إلا في الفوز، وإمتاع الجماهير، ففي مباراة بورتو وبوريسوف نجح في تسجيل ثلاثة أهداف جميلة، وهو الذي يقول إن دوره لا يكمن في التهديف، ولكن في المساعدة على ذلك، إلا أن موهبته انفجرت، ليكون أول لاعب عربي يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة في دوري أبطال أوروبا. ويرى سكان مدينته الأصلية أن براهيمي أحسن لاعب عربي، ويستحق أن يكون أحسن لاعب إفريقي، حيث استغرب سكان المنيعة كيف لم يدرج اسمه ضمن قائمة أحسن لاعبي إفريقيا لسنة 2014، مؤكدين بأن ثقتهم كبيرة لأن يتربع على عرش القارة الإفريقية قريبا، وسينافس أحسن اللاعبين في العالم أيضا. والي غرداية عبد الحكيم شاطر : ”ياسين مفخرة ولايتنا” أوضح والي غرداية، عبد الحكيم شاطر، عن فخره و اعتزازه، كون ياسين إبراهيمي ينحدر من مدينة المنيعة بغرداية، ”هذا الشاب رمز للنجاح والإبداع والتميز... إنه يعتبر قدوة حسنة لكل شباب المنطقة التي تزخر بعديد المواهب والطاقات الشبانية التي بإمكانها التألق في شتى المجالات”.