إحياء لليوم الوطني للمجاهد المصادف ل20 أوت تشهد العاصمة العديد من النشاطات الثقافية والفنية المختلفة بمشاركة بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية حرصا منها على تخليد الذكرى خاصة عندالشباب الصاعد. ضبطت بلدية الجزائر الوسطى مثلا برنامجا ثريا حيث بادرت اللجنة الولائية وقسمة المجاهدين الى تنظيم زيارة الى مقبرة الشراربة صبيحة 20 أوت للترحم على أرواح الشهداء ثم تقدم محاضرة للأستاذ الفنان عبد الحميد رابية خاصة بالذكرى يلقيها بقاعة سينما الجزائرية، ليعرض على إثرها فيلما وثائقيا يقدم السيرة النضالية والشعرية للراحل مفدي زكريا. كما ستشهد ساحة البريد المركزي بالعاصمة عرض بعض الأفلام الثورية حيث سيعرض فيلم "العفيون والعصا" لأحمد راشدي اليوم ابتداء من التاسعة ليلا، وفي نفس التوقيت يعرض يوم 20 أوت فيلم "معركة الجزائر". تستمر النشاطات الثقافية والفنية الى يوم 21 أوت إذ ستنطلق فعاليات مهرجان الفكاهة والنكت بساحة البريد المركزي وسيكون بمثابة الاختتام للموسم الثقافي الصيفي لبلدية الجزائر الوسطى. من جهتها بادرت جمعية مشعل الشهيد الى احياء هذه المناسبة الوطنية من خلال لقاء تنظمه اليوم يقوم من خلاله بتكريم المجاهدة ليلى موساوي والمجاهد الدكتور ابراهيم مخوص وذلك بحضور شخصيات وطنية تاريخية. اللقاء سيحتضنه فندق السفير صباح اليوم. إضافة الى ذلك قامت جمعية مشعل الشهيد أول أمس بتنظيم لقاء تاريخي مميز جمع بين جيل المجاهدين والشباب والبراعم كان ذلك بأحد المخيمات الصيفية بسيدي فرج، وتمكن هؤلاء البراعم من الاستفادة واكتشاف تاريخ تلك الأحداث وتاريخ الثورة بوجه عام من خلال هذا الاحتكاك البسيط البعيد عن التلقين المباشر والرسمي. هكذا تعود هذه الذكرى حاملة معها ذكريات لا تسقط من ذاكرة التاريخ الوطني، تحكي بطولات رجال كسروا الحصار عن الثورة، بهجوم اسطوري على الشمال القسنطيني معلنين أن الثورة بلغت نقطة اللارجوع في 20 أوت سنة 1955 بقيادة البطل زيغود يوسف، وفي نفس التاريخ وفي 20 أوت 1956، دخلت الثورة مرحلة جديدة أخرى وهي مرحلة التنظيم مستعدة لاستقبال عهد الاستقلال ومتطلبات الدولة الجديدة. إنها تراث ثوري صنع أمجاده شعب ثائر هب هبة رجل واحد لتحرير أرضه وعرضه الذي استباحه المغتصب لأكثر من قرن من الزمن، واستطاع بعبقرية أبنائه أن يحارب في كل الجبهات ويؤسس لثورة انسانية حررت الأرض والعقل والمجتمع لتصبح مرجعا لأحرار العالم في كل زمن ومكان رغم كل ما يشهدها من صناع الفتنة ودوائر السوء التي تحاول محو هذه الذكريات من دفاتر التاريخ حتى يتسنى لها العبث بقيم هذا الشعب لكن هيهات.