مباشرة بعد انتهاء مباراة الجزائرغانا بالنتيجة التي من المفروض أن تنتهي بها، خرج المواطنون مجموعات مجموعات وهم يحللون أطوار المقابلة، وكأنهم محللون رياضيون قد يكون في الجزائر عشرة أو عشرون مليون محلل رياضي، منهم من يفقه في الكرة ومنهم من لا يفقه شيئا. كما أن هناك الملايين من أشباه المحللين وأشباه المدربين، هناك أيضا أشباه المحللين في بلاتوهات القنوات التلفزيونية لا يمكن أن تفهم ما يقولون، ومن المستحيل أن يقنعوا المشاهد بتحاليلهم التي تطغى عليها العاطفة أكثر من النظرة التقنية الرياضية البحتة. إذا فاز المنتخب الوطني تراهم يهللون ويصبح كل شيء على ما يرام، حتى وإن كانت هناك أخطاء تقنية، لأن بعض المحللين تهزّهم الأغاني الرياضية أكثر من المباراة نفسها، والبعض الآخر كان فاشلا في مشواره الرياضي، وأصبح اليوم يقدم النصح للمنتخب وللناخب الوطني. وأما إذا انهزم الفريق الوطني، فإن النقاش يتحول إلى حديث آخر، ويجمع أشباه المحللين على أننا لا نملك فريقا ولا مدربا ولا طريقة لعب وهلم جرا! وما ينقصنا اليوم، هو النقاش البنّاء سواء في الشارع أو البلاتوهات، النقاش الذي يخدم ولا يهدم. ما أحوجنا لجهد إضافي في خدمة المجتمع واقتراح بدائل للكسل والاتكالية والتهاون، في ظرف لا يرحم الضعيف، لأن القوي في هذا العصر هو من يعمل وليس من يتكلم أكثر، عصر التحديات الذي يفرض أن يكون الناس في مستوى المواجهة وكسب الرهان.