بادرت جمعية مشعل الشهيد أمس الى تكريم المجاهدة ليلى موساوي، والدكتور ابراهيم مخوص (سوري) اللذين وهبا شبابهما لخدمة الثورة التحريرية، ثم تجندا معا لبناء جزائر ما بعد الاستقلال، ولا يزالان رغم تقدم السن يصدحان بصوت مرتفع "تحيا الجزائر". اجتمعت العائلة الثورية أمس بفندق السفير احياء لذكرى 20 أوت مستحضرة ما ولّى من أيام المجد والبطولات. في كلمته المطولة تحدث الدكتور أمين خان عن هذه الذكرى المزدوجة مؤكدا أنها واجب وطني، كما أنها وقفة إجلال للعبقري السياسي والعسكري زيغود يوسف مخطط هجومات 20 أوت 1955 على الشمال القسنطيني (الولاية الثانية)، كما أنه كان المحرك لمؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 إذ اقترح هذا الشهيد أن ينعقد المؤتمر في منطقة القل (أو المنطقة المحررة) لكن بُعد المنطقة جعل المسؤولين ينظمونه في وسط الجزائر بمنطقة إيفري. ذكر الدكتور خان أن الهجومات تمت في منتصف النهار عكس انطلاق الثورة ليلة الفاتح نوفمبر 1954 التي كانت في منتصف الليل كدلالة على أن الثورة استقوت وأصبحت تضرب في وضح النهار وعبر كامل قرى المنطقة ودخل جنود جيش التحرير تلك المناطق بثقة وهذا لا يمنع بأن المنطقة دفعت ثمنا باهظا، حيث انتقمت فرنسا لجنودها القتلى حيث قتلت مقابل كل جندي مائة جزائري أغلبهم مدنيون. في الأخير تحدث الدكتور محمد خان عن المكرمين خلال هذه المناسبة ابتداء من المجاهدة ليلى موساوي التي رآها لأول مرة بالجبل بالولاية الثانية وهي ترتدي الزي العسكري كأي جندي بكل ثقة وشجاعة علما أن الولاية استقبلت 20 بنتا مجاهدة منهن من سقطن في ساحة الشرف كالشهيدة مليكة خرشي ومريم بوعتورة ومسيكة أما الدكتور إبراهيم مخوص فهو من أحرار العالم وشرفائه الذين اقتنعوا بعدالة القضية الجزائرية فجاء طبيبا من سوريا ضمن ستة أطباء سوريين (منهم نور الدين عطاسي الذي سمي باسمه مستشفى باينام). التحقوا جميعهم بالجيش وخاضوا معه معركة التحرير ثم معركة البناء بعد الاستقلال وكان لهم نصبيهم في بناء قطاع الصحة بالجزائر. من جهته أشاد البروفيسور (أخصائي في جراحة القلب) الذي كان في صفوف جيش التحرير بنضال موساوي والذي كان رئيسها المباشر في الجيش باعتبار أنها عملت أيضا كممرضة لقد عرفها في تونس سنة 1956 وسرعان ما دخلت بعد سنة الى منطقة الشمال القسنطيني ليتفاجأ بوجودها هناك في مناطق خطرة لا يقوى الرجال على دخولها ومكثت بها الى سنة 1962. أما الدكتور مخوص فإن حضوره كان دعما معنويا كبيرا للأطباء وللجنود بالجيش كما كان سفيرا للثورة في الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية في المشرق. أما الدكتور عبد الرزاق بوحارة فراح يتذكر أيام الدراسة والكفاح بسوريا ومدى العلاقة المتينة بين الشعبين السوري والجزائري، وقدم شهادته باعتباره وزير صحة سابق فيما يتعلق بالخدمات التي قدمها مخوص لقطاعه وفي فترة ما بعد الاستقلال عموما. بعدها قدمت هدايا رمزية للمجاهدين الأمر الذي جعل المجاهدة ليلى تبكي تارة وتزغرد تارة أخرى وجعل الدكتور مخوص يتبختر ببرنوسه الجميل وكلاهما لم يكفا عن الحث على حب الجزائر والحفاظ عليها وضرورة الوحدة بين العرب لصد ما يحاك ضد شعوبهم خاصة بفلسطين والعراق.