أعطت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغريني، صورة قاتمة السواد عن الأوضاع الأمنية في ليبيا ومخاطر الاحتقان السياسي وانعكاساته على أوروبا. وقالت إن الوضع على وشك الانفجار العام. وأضافت المسؤولة الأوروبية أن ما أسمته ب«الخليط" مرشح للانفجار في أية لحظة وفي حال انفجر فإنه سينفجر على أبواب القارة الأوروبية". وأضافت أمام المشاركين في منتدى الأمن المنعقد بمدينة ميونيخ الألمانية، أن تفاعل كل العناصر المتواجدة في المشهد الليبي خطير جدا على أمن دول المنطقة وأيضا على الأمن الأوروبي. وكانت موغوريني، تتحدث عن مخاطر ما يجري في ليبيا على الأمن الأوروبي وتناست القول إن ما يحدث في هذا البلد منذ نهاية سنة 2011 يعد بمثابة انفجار وقد تطايرت شظاياه في كل مناطق البلاد ومست كل فعالياته السياسية منها والأمنية. ويكون عدم انتقال عدوى ما يجري في ليبيا من اقتتال وتدمير ممنهج بين الإخوة الأعداء هو الذي جعل الدول الأوروبية لا تتحرك لإصلاح خطأ كان حلف "الناتو" ومختلف الدول الغربية السبب المباشر في حدوثه رغم التحذيرات التي أبدتها دول المنطقة من انهيار النظام الليبي حينها، وما له من انعكاسات على كل المنطقة وهي الحقيقة التي وقف عليها الجميع الآن بعد أن انفرط العقد وأصبح كل فصيل يفرض شروطه بالسلاح وكل خيارات القوة الأخرى. والمفارقة ان المنتدى الدولي حول الأمن، كان فرصة أيضا أمام وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان، ليدق هو الآخر ناقوس الخطر من تبعات الوضع في ليبيا بدعوى أنها تحولت الى معقل للإرهابيين، ولكنه تناسى أن بلاده كانت السبّاقة الى تنفيذ مخطط زرع الفوضى في هذا البلد بعد أن أصر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، على الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي، وكان ذلك بمثابة بداية لفوضى لا أحد بإمكانه الآن إنهاءها او على الأقل الحد من تأثيراتها السلبية على دول المنطقة وحتى على فرنسا ومختلف الدول الأوروبية الأخرى. وقال لودريان، إن وقوع ذلك على مشارف أوروبا لا يمكن قبوله والتلميح واضح الى رغبة فرنسا في القيام بتدخل عسكري ضمن خطة فرنسية تسعى باريس من خلالها لعب دور محوري في ليبيا رغم المعارضة الصريحة التي أبدتها دول الجوار الليبي التي رأت في ذلك مغامرة ستكون أول من سيدفع ثمنها، بينما ستكون فرنسا في منأى عن تداعياتها. وتصر السلطات الفرنسية على مقاربتها العسكرية لإنهاء الوضع في ليبيا رغم المساعي التي تقوم بها الأممالمتحدة من اجل إيجاد حل تفاوضي للأزمة من خلال جلسات حوار ينتظر أن تنطلق هذا الثلاثاء في إحدى المدن الليبية. وكشفت مصادر نيابية ليبية أن برناردينو ليون، المبعوث الدولي سيعمل خلال هذه المفاوضات على إذابة الجليد في مواقف المؤتمر الوطني العام المنتهية عهدته، والبرلمان الليبي المنتخب ربيع العام الماضي، ضمن خطوة لتقريب وجهات نظرهما قبل إجلاسهما وجها لوجه حول طاولة حوار سياسي لإنهاء أزمة مستعصية.