ووري أمس جثمان الممثل الفرنسي روجي حنين، الثرى بالمقبرة المسيحية ببولوغين في المربع اليهودي بالجزائر العاصمة. وجرت مراسم الدفن في إطار محدود. وكان جثمان روجي حنين قد وصل أمس باكرا إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، قادما من باريس على متن رحلة عادية. وقد غيّبه الموت بباريس عن عمر يناهز 89 سنة الأربعاء الماضي، وكان في استقبال الجثمان وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، ووالي العاصمة عبد القادر زوخ، ومدير الحماية المدنية مصطفى لهبيري، والسفير الفرنسي لدى الجزائر بيرنارايمي بالإضافة إلى وجوه ثقافية. وعبّر رفيق الفقيد المخرج الفرنسي جورج أركادي عن امتنانه للجزائر "لاستقبال جثمان الراحل وفقا لرغبته الأخيرة في دفنه بموطن مولده"، واصفا إياه بابن القصبة المجذوب بمسقط رأسه. ورافق جثمان الراحل عدد من أفراد عائلته وسينمائيون وإعلاميون فرنسيون. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد نوّه بخصال الممثل الفرنسي روجي حنين، معتبرا إياه بمثابة "رمز" للصداقة بين الشعبين الجزائري والفرنسي. وجاء في برقية تعزية بعث بها رئيس الجمهورية أول أمس إلى أسرة الفقيد: "تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى، نبأ وفاة الممثل الفرنسي الكبير روجي حنين، الذي نذر كل حياته للثقافة، وتبوّأ مكانة بارزة في عالم السينما"، مضيفا: "إن الشعب الجزائري الذي يشاطر الشعب الفرنسي الصديق مصابه في هذا الظرف الحزين، سيتذكر على الدوام ما كان للفقيد روجي حنين من إسهام مشهود في توطيد أواصر الصداقة بين الشعبين الجزائري والفرنسي". وكان روجي حنين قد عبّر عن تضامنه مع الجزائر في محنتها خلال العشرية السوداء؛ حيث صرح للصحيفة الفرنسية "لومانيتي" في أفريل 1999، بأن "الجزائر ليست بلد فوضى بل أرض نبيلة لا ترفض الأخوّة".. وبدأ روجي حنين الذي وُلد بتاريخ 20 أكتوبر 1925 بباب الواديبالجزائر العاصمة، مشواره الفني في السينما في الخمسينات؛ حيث تقمّص عدة أدورا في أفلام، على غرار "كلنا قتلى" لأندري كايات (1952)، و«كوني جميلة واصمتي" لمارك ألغري. وفي نفس الفترة، دخل الممثل عالم المسرح؛ حيث قدّم عدة مسرحيات، ليغادره بعد 50 سنة من العمل الفني، وأكثر من 40 مسرحية وجولة فنية. وبعد مشوار سينمائي ثري دام أكثر من 45 سنة، تُوّج بأكثر من 80 فيلما، تقمّص روجي حنين دور الملازم نفارو في التلفزيون سنة 1989، وهو مسلسل بُث على التلفزيون لأكثر من 20 سنة، كما كان الممثل مخرجا من خلال إنجازه ستة أفلام، منها "المحامي" سنة 1973. وبالإضافة إلى براعته في التمثيل، اشتهر روجيه حنين بكتاباته ابتداء من الثمانينات بإصدار عدة مؤلفات. وفي سنة 2000، منحه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وسام الأثير من مصف الاستحقاق الوطني، خلال تكريم خُصص له بالجزائر العاصمة مسقط رأسه. وصرح روجيه حنين بهذه المناسبة، بأنه "كان دائما يرفض أن يتقلد الأوسمة"، وأن هذا التقليد كان الأول والأخير.