أطلقت المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية مجموعة من المشاريع التطويرية الرامية إلى تقوية أنظمة التوجيه والمراقبة والأمن الجوي، تشمل التزود بوسائل اتصال حديثة، وإتمام مشاريع 5 أبراج مجهزة بأحدث الوسائل، فضلا عن بعث مشروع مركز المراقبة الجهوي المقرر إنجازه بتمنراست، لتعزيز مهام توجيه الطائرات، ومراقبة الحركة الجوية عبر كل الأجواء الجزائرية. وتضم جملة المشاريع التي باشرتها المؤسسة في الفترة الأخيرة، عملية اقتناء أعمدة الإشارة وأضواء توجيه الطائرات على الأرضيات بقيمة 64 مليون دينار، على أن تستلم الشركة هذه التجهيزات في آجال محددة ب 4 أشهر، مع إلزام المموّن الفرنسي الذي سيتم توقيع العقد معه في الأيام القادمة، حسبما كشفه المدير العام للمؤسسة يوسف سفير أول أمس ل ”المساء”، بتكوين ثلاثة مهندسين متخصصين في هذه التقنية المتطورة. وسيتم في إطار مشاريع عصرنة تجهيزات أمن المطارات، اقتناء تجهيزات تكنولوجية وعتاد للرادارات والاتصال لتركيبها في أبراج المراقبة ب 11 مطارا، منها مطارات الجزائر، أدرار، جانت، وهران، قسنطينة، إيليزي، عين صالح، تبسة، عين صالح وتيميمون. وقد وقّعت الشركة مؤخرا على العقد الذي تقدَّر قيمته بأزيد من 226 مليون دينار مع ممون بريطاني متخصص، يُرتقب أن يسلَّم لها هذه التجهيزات في غضون شهر أوت المقبل، مع توليه عملية تكوين 14 مهندسا في تقنيات استخدام هذه التجهيزات الحديثة. وضمن نفس المسعى، أطلقت المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية مناقصة دولية لاقتناء تجهيزات الإضاءة الرقمية لتجهيز مطار الجزائر، وذلك تدعيما لعملية تجديد أرضية المدرج الرئيس وملاحقه. وتستعد أيضا لتنفيذ مشروع تجديد 13 عمود إنارة على مستوى حظيرة الطائرات لنفس المطار، وتصل قيمة هذين المشروعين إلى 470 مليون دينار. وفضلا عن المشاريع الخمسة الجاري إنجازها حاليا لاستبدال 5 أبراج مراقبة بأبراج جديدة متطورة، منها برج المراقبة لمطار الجزائر الذي يتم إنجازه وفق تصميم عصري بعلو يمتد إلى 72 مترا، تتأهب المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية لاقتناء 5 شاحنات للتدخل السريع؛ من أجل إخماد الحرائق بأرضيات المطارات من طراز ”أس أس”، وهي عربات متطورة، حسب السيد زادي المدير التقني للملاحة الجوية، الذي أوضح ل ”المساء”، أن هذه الشاحنات التي تندرج في إطار التدابير الأمنية المشروطة في الأنظمة العالمية لتقييم المطارات، تسمح بترقية درجة تصنيف المطارات إلى مراتب عليا، ومنها المرتبة التاسعة بالنسبة لمطار الجزائر، الذي يتم تجهيزه بشاحنتين جديدتين من هذا الطراز، يتولى قيادتهما واستغلالهما أعوان متخصصون تابعون للمؤسسة بعد تلقّيهم تكوينا تأهيليا لمدة 45 يوما لدى الحماية المدنية. وحسب المتحدث، فإن شركات الطيران العالمية العريقة تضع في الحسبان مستوى تجهيز المطارات التي تقصدها بهذه التقنية؛ من أجل الموافقة على الهبوط والإقلاع منها، وذلك كإجراء أمني يضمن لها سرعة تنفيذ عمليات الإنقاذ والإجلاء في حال إصابتها بأي طارئ.. انطلاق أشغال مركز المراقبة بتمنراست في غضون شهرين وبخصوص مشروع المركز الجهوي للمراقبة الجوية بتمنراست، أكد المدير العام للمؤسسة يوسف سفير أن الأشغال ستنطلق بشكل فعلي في غضون شهرين على أقصى تقدير، وذلك بعد أن تلقت مديرية المؤسسة الترخيص لمباشرة هذا المشروع الحيوي الذي تأخر إنجازه، حيث كان من المقرر أن ينطلق نهاية سنة 2010 بعد إطلاق مناقصتين دوليتين في فيفري وأوت من نفس السنة. ويُعتبر مشروع إنجاز مركز جهوي للمراقبة الجوية بتمنراست، من أكبر المشاريع التي تسهر المؤسسة على تجسيدها في إطار برنامج عصرنة أنظمة المراقبة الجوية في الجزائر، والذي يهدف إلى دعم التغطية الوطنية لنشاط المراقبة الجوية، وتوسيع هذا النشاط وتفعيله عبر مختلف جهات الوطن، لاسيما عبر الأجواء الجنوبية التي تشهد تطورا ملحوظا في حركة النقل الجوي خلال السنوات الأخيرة، مع تخفيف الضغط عن مركز المراقبة الجوية بوادي السمار بالعاصمة. كما ينخرط المشروع بشكل تام، في مسعى برنامج رئيس الجمهورية لدعم النمو المتوازن بين كافة مناطق البلاد، وذلك بتخصيص حصص معتبرة لإنعاش دعائم التنمية في مناطق الهضاب العليا والجنوب الجزائري. للإشارة، فإن المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية التي تضمن سنويا أزيد من 200 ألف حركة جوية بنسبة نمو تقدَّر بنحو 5 بالمائة في كل عام، تبرمج عمليات أخرى في إطار تحديث تجهيزات التوجيه والأمن بالمطارات الجزائرية، منها عملية اقتناء نحو 20 جهازا خاصا بنظام تسهيل عملية هبوط الطائرات ”إي أل أس”، والتي يُرتقب استقدامها العام القادم، وذلك مع الحرص على تكوين ورسكلة إطاراتها ومهندسيها لتحسين مستوى خدماتهم وتطويره وفقما تقتضيه الإجراءات العامة لتأمين مجال النقل الجوي. وبفضل الاستثمارات الضخمة التي أعلنتها المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية، أصبحت الجزائر تتوفر على مناهج عصرية لتسيير الفضاء الجغرافي، مما يجعلها تستقطب أعلى معدل عبور للطيران في شمال إفريقيا.