لقيت مبادرة «ناس الكتاب» التي نظمتها يومي 24 و25 أفريل الجاري مجموعة «ناس الخير» التطوعية بالبريد المركزي في العاصمة، إقبالا كبيرا من طرف مواطنين من مختلف الشرائح العمرية الذين توافدوا على المكان من أجل الظفر بكتاب. فالمبادرة حسب المتطوع «خالد لاكولور»، حملت هدف تشجيع المطالعة والخروج من المواقع الاجتماعية، موضحا أن المجموعة في ظرف 15 يوما تمكنت من جمع أكثر من 5 ألاف كتاب. استحسن مواطنون زاروا جناح «ناس الكتاب» هذه المبادرة التي دعوا إلى تعميمها من أجل تربية أجيال على حب الكتاب والمطالعة بعد أن غزت التكنولوجيا حياتنا اليومية. وأشار المتطوع خالد المعروف بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باسم «خالد لاكولور»، إلى أن المجموعة التطوعية «ناس الخير» فكرت في إحياء اليوم العالمي للكتاب ويوم العلم بطريقة فريدة تخرج عن الطرق الكلاسيكية، فأطلقت بداية الشهر الجاري حملة عبر «الفايسبوك» لجمع كتب في شتى الميادين، ومشاركتها مع الجمهور الواسع عبر أبواب مفتوحة حول الكتاب تحت شعار «بادلني كتابك». وأكد المتحدث أنه تم في ظرف أقل من أسبوعين جمع أكثر من 5 آلاف كتاب، مبرزا أنه بعد إسدال الستار على يومي العرض فإن الحملة متواصلة، وستأخذ هذه المرة شكل قافلة كتب ستنطلق قريبا باتجاه ولاية تندوف، وحسب المتحدث، فإن هذه المبادرة تمكنت من جمع كتب نادرة وأخرى قيمة، فقد تطوعت سيدة بسبع مجلدات من تأليف الروسي لينين، قال المتحدث بأنها أحدثت ضجة بين الموطنين الذين تهافتوا عليها كونها نادرة. من جهتها، قالت المتطوعة مريم التي كانت بصدد توجيه بعض المواطنين على اختيار كتب معينة، فقالت بأن الفكرة تقوم على أن يتقدم أحدهم لأخذ كتاب واحد في أي مجال يريد مجانا، وإما أن يأتي بكتاب ويأخذ آخر مجانا أيضا. وقالت بأن العمل المباشر مع المواطنين ليس متعبا، خاصة أن التفاعل مع المبادرة كان كبيرا لدرجة أن الناس بقيت تتهافت على الجناح طوال اليومين، وأن نسبة كبيرة منهم أحضرت كتبا لاستبدالها. كما أن التفاعل الكبير بين المواطنين أنفسهم في أخذ أو استبدال كتاب ما كان رائعا. من جهتها، قالت المتطوعة رشيدة أن التعب مع المواطنين في حد ذاته تطوعا، لذلك تعتبر في عملها مع الجمهور العريض الكثير من المتعة، فحسبما يقول المثل الشعبي؛ «خدام الناس سيدهم». من جهتهم، كان للمواطنين رأيهم الخاص حول مبادرة «ناس الكتاب»، ومواطن سألته «المساء» عن رأيه فقال بأن أجمل ما في المبادرة ليس فقط إهداء أو تبادل الكتب مجانيا، إنما أن يدعو إليه شباب ويقومون عليها. وأكد أنه ينتمي إلى جيل يحب القراءة ويعتقد أنه على الأولياء أن ينموا لدى أبنائهم حب المطالعة، والأكثر من ذلك أن يراقبوا المواقع الإلكترونية التي يدخلها الأبناء حتى لا يتيه هؤلاء في مواقع لا رابط لها مع ديننا أو ثقافتنا. من جهته، يرى مواطن أن مبادرة «ناس الخير» أكثر من رائعة، فهو في الستينات من العمر ولم يسبق له أن رأى مثلها من قبل، فبالنسبة إليه، التكنولوجيا رغم أنها طغت على الحياة العصرية إلا أنها لا تعوض الكتاب. وأبدت مواطنة أملها في أن تعمم مثل هذه المبادرة ببلديات أخرى حتى يستفيد منها أكبر عدد من المواطنين، وحتى تترسخ ثقافة المطالعة أكثر وسط الأجيال. من جهتها، قالت شابة كانت بصدد البحث عن كتب علمية تساعدها على دراستها الجامعية، أن المبادرة فريدة من نوعها، وإنها ترفيهية وتربوية في الوقت نفسه ودعت إلى أن يتم التفكير في تكرارها. والجدير بالذكر أن «ناس الكتاب» تم تنظيمها بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، وتعتبر العاصمة ثالث محطة بعد أن تم تنظيمها في كل من ولايتي سطيف وتندوف من طرف مجموعة «ناس الخير» لكل ولاية. ومجموعة «ناس الخير» أنشأها شباب على موقع التواصل الاجتماعي، وهي تنشط منذ عام 2010، وتضم أكثر من 5 آلاف شخص ينشطون في نشاطات خيرية وأخرى بيئية عبر تراب الوطن. ومن المنتظر أن يتجه اهتمام المجموعة في الأسابيع القادمة نحو «شوربة رمضان» و»قفة رمضان» بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، وبعدها «كسوة العيد»، ثم «طهارة المولود»، بالإضافة إلى العديد من التدخلات والنشاطات الخيرية التي تقام بمناسبة أو غيرها.