يقوم رئيس جمهورية كوبا، راوول كاسترو روز، ابتداء من اليوم، بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث ستسمح المحادثات بين رئيسي البلدين بتبادل وجهات النظر حول الوضع السائد على الساحة الدولية، لاسيما في إفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس، أنه بالإضافة إلى التوصيات التي ستتمخض عن الزيارة بالنسبة لكلتا الحكومتين فيما يخص العلاقات بين الجزائروكوبا، فإن هذه الزيارة ستسمح لأعضاء وفدي البلدين ببحث إمكانيات وسبل تعزيز التعاون والتبادلات، بما ينسجم مع علاقات الصداقة والتضامن النوعية التي تجمع بين الشعبين الجزائري والكوبي منذ أكثر من خمس عشريات". وتعد زيارة كاسترو، إلى الجزائر الثالثة من نوعها، حيث سبق له أن زار بلادنا في فيفري 2009، وجويلية من نفس العام، وقد اندرجت الزيارتان في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين في المجال السياسي والاقتصادي والطبي والرياضي والتعاون المشترك. وكانت الدورة ال19 للجنة المشتركة الجزائرية الكوبية قد انعقدت نهاية العام الماضي بهافانا، وتوّجت بالتوقيع على محضر تعاون في عدة مجالات. وتضمن المحضر عدة مجالات من بينها القطاع السياحي، حيث اتفق البلدان على تحديد برنامج عمل بين الطرفين. وفي هذا الصدد طلب الطرف الكوبي من نظيره الجزائري فتح خط مباشر يربط الجزائر العاصمة بهافانا لتسهيل تنقل السياح. وفيما يتعلق بالموارد المائية اتفق الطرفان على دعم التعاون بين الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات مع نظيرتها الكوبية مع ضمان الطرف الكوبي المرافقة التقنية للجزائر في هذا المجال. وفي القطاع التجاري اتفق الخبراء الجزائريون والكوبيون على تعزيز المبادلات التجارية على مستوى رجال الأعمال، وتوسيع المشاركة المتبادلة في المعارض والصالونات المنظمة بالبلدين، كما تم الاتفاق حول قائمة السلع التي يمكن تبادلها بين البلدين مع الإعفاء الضريبي، في حين حظيت قطاعات أخرى على غرار التعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية والصيد البحري والفلاحة والتنمية الريفية باهتمام خبراء البلدين. ويعمل البلدان على تعزيز التعاون الاقتصادي والارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة التي تعود إلى 50 سنة، حيث تعد كوبا من أولى الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الجزائر. ويمكن القول إن علاقات التعاون في مجال الصحة بين البلدين أرست أولى معالم الشراكة بين الجزائروكوبا، وذلك بحلول أول فريق طبي كوبي متخصص بالجزائر سنة 1963، يتكون من 58 ممارسا، حيث لم يكن يتجاوز عدد الأطباء الجزائريين آنذاك 300 طبيب. وهو ما يجعلنا نقر بأن المجال الصحي يعد بمثابة القاطرة التي تجر كل القطاعات. وعلى هذا الأساس اتفق البلدان على تدعيم الاتفاقية-الإطار وتحيينها لاسيما في مجالات الطاقة والموارد المائية والتجارة، في ظل توفر البلدين على الإمكانيات اللازمة لترقيتها لتشمل مجالات أخرى، على غرار البحث العلمي وصناعة الأدوية واللقاحات. وتبدي هافانا اهتماما كبيرا بميدان الطاقة والاستفادة من خبرة الجزائر في نقل التكنولوجيا والاستكشاف والتكرير والصناعة البتروكيماوية، في حين أن لكوبا تجربة في قطاعات البحث العلمي، والتعاون في ميدان ترميم البناءات القديمة والمواقع ذات الطابع التاريخي. كما أعربت كوبا عن استعدادها لدعم الجزائر في عدد من المنتجات الزراعية لا سيما تلك التي يستعمل فيها خاصية "البيو" وهي استخدامات تكنولوجية لتحسين المنتج الزراعي، علما أن هافانا من أكبر منتجي قصب السكر والقهوة والمنتجات الزراعية الاستوائية. وقد مكّنت المعارض الدولية المنظمة بالجزائر من التعريف بالإمكانيات الاقتصادية التي تتوفر عليها الجزائر و كوبا لدى رجال أعمال البلدين، من خلال تدعيم التعاون في عدد من القطاعات منها الصناعات التحويلية والنسيج والصناعات الميكانيكية والسياحة. أما في المجال الرياضي فإن لكوبا خبرة كبيرة وطويلة في مجال إعداد الفرق الرياضية في أغلب الألعاب سواء الجماعية أو الفردية، لاسيما في مجال ألعاب القوى، حيث كوّنت كوبا العديد من الفرق الرياضية للبلدان الصديقة والشقيقة على مدى ال5 عقود الماضية. ومن هذا المنطلق أكدت هافانا استعدادها لمواصلة هذا الدعم مع الجزائر وذلك بالبدء بتحضير الفرق المدرسية والقيام بعمل قاعدي يبدأ مع الأطفال في الطور الإعدادي والأساسي.