أكد، مختصون في الإعلام أن الصحافة الإلكترونية والرقمنة لا تهدد مستقبل الصحافة المكتوبة، موضحين أن هذه الأخيرة ستحتفظ بمكانتها على الأقل لفترة تفوق ال25 سنة المقبلة. وأوضح المتدخلون أن العلاقة بين الصحافة المكتوبة ونظيرتها الإلكترونية علاقة تكاملية بحيث لا يمكن أن تلغي إحداهما الأخرى. وكشف سمير عرجون، ملحق بجامعة صوفيا انتيبوليس بمدينة نيس الفرنسية أن الجزائر سبق وأن اختارتها منظمة اليونسكو كبلد نموذجي في مجال الصحافة الإلكترونية مضيفا أن الخبراء أكدوا أنه لولا تأخرها في مجال الدفع الإلكتروني لأصبحت البلد الرائد في استغلال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في منطقة المغرب العربي وحتى بلدان جنوب المتوسط. وفي ندوة نظمت بمنتدى "المجاهد" بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت عنوان "الإعلام والبحث عن المعلومة في عصر الرقمنة"، أوضح المحاضر أن الإعلام الالكتروني سهل بشكل كبير للاطلاع على المعلومة، مشيرا إلى أن أهمية الصحافة الرقمية تكمن في السرعة وسهولة الحصول على المعلومة والاطلاع عليها من أي مكان تكون فيها خدمة الانترنت متوفرة. وقدم المتحدث، بالمناسبة، حوصلة عن وضعية الصحافة في الجزائر، حيث ذكر أن عدد الصحف الوطنية العمومية بلغ 06 جرائد مقابل 93 جريدة خاصة، 55 منها باللغة العربية و44 منها بالفرنسية. وتتوزع مقرات هذه الجرائد على عدد من ولايات الوطن،07 بقسنطينة و01 ببجاية و01 بسطيف و01 بالوادي و03 جرائد بعنابة و01 بمستغانم و16 بوهران وأخيرا 69 جريدة بالعاصمة. ويمارس بمختلف وسائل الإعلام الوطني، يضيف سمير عرجون، زهاء 4084 صحفيا، 3 آلاف منهم بالصحافة المكتوبة 2500 بالقطاع الخاص و500 صحفي بالقطاع الحكومي، فيما يقدر عدد المراسلين ب 744 مراسلا. ويضيف المتحدث، أن الرقمنة بدأت تكتسح الفضاء الإعلامي في الجزائر مع مجيء مركز البحث العلمي والتقني "سيريست" الذي مهد للرقمنة، إلا أن الحاصل اليوم هو إطلاق المواقع بطريق عشوائية بسبب غياب المفاوضات الجدية قبل الإقدام على فتح موقع. وكانت جريدتا الوطن (في 1997) والخبر (في 1998) أول من أطلق موقعا إلكترونيا، حسب المتحدث الذي أشار إلى أن الصحافة الإلكترونية في الجزائر نجدها إما مواقع للجرائد المكتوبة أو مواقع مستقلة. وخلص سمير عرجون في مداخلته، إلى أن الصحفيين الجزائريين يتميزون عن نظرائهم في العديد من الدول بأنهم الأكثر استعمالا واطلاعا على المعلومة عبر الأنترنت بنسبة 41 بالمائة وعلى الأقل لفترة لا تقل عن أربع ساعات في اليوم، فيما كشف من جهة أخرى عن أن خدمة الانترنت تشمل حاليا 17 بالمائة من الجزائريين. من جهته، أكد عيسى مراح، أستاذ بجامعة بجاية وصاحب كتاب "الإعلام في المغرب العربي" أنه ليس بالضرورة أن يلغي ما هو جديد في التكنولوجيا خدمة أخرى، مشيرا إلى أن الصحافة المكتوبة ربحت معركة قبل الصحافة الرقمية. وأوضح مراح أن غالبا ما تدفع الصحيفة الرقمية القارئ إلى البحث عن الصحيفة الورقية، مؤكدا هو الآخر على علاقة التكامل التي يجب أن تكون بين الصحافتين الرقمية والورقية. وأشار المتحدث في مداخلته، إلى أن الجزائريين المقيمين بالخارج يقبلون بشكل غير عاد على الصحف الإلكترونية الجزائرية، لا سيما البعض منها التي تجرهم إلى التعليق والتفاعل على ما ينشر بها من أخبار ومواضيع تهم بلدهم، وهو الحق الذي تمنحهم الصحف الالكترونية مقارنة بالصحف الورقية التي يكتفي مقتنيها بالقراءة فقط. من جهة أخرى، انتقد مراح حال المواقع الإلكترونية للعديد من المؤسسات الوطنية وحتى القطاعات الوزارية التي نجدها دوما غير محينة، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بهذا الجانب. وذكر بالمقابل بعض المواقع التي تصنع الاستثناء بجودة مضامينها وتنظيمها منها موقع المديرية العامة للأمن الوطني والديوان الوطني للأرصاد الجوية.