يترجم العمل المسرحي "وزيد نزيدلك" للمخرج فوزي بن براهيم وإنتاج المسرح الجهوي لباتنة، الواقع المرّ الذي يضرب المجتمعات بسبب الفساد. وتمكّنت المسرحية من كسب رهان الفرجة، إذ استمتع المتفرّجون، الأربعاء المنصرم، وشدّتهم على مدار 80 دقيقة. بنى المخرج فوزي بن براهم أطوار المسرحية في ثلاث لوحات وجعل من خيمة السيرك فضاء لتجسيدها. وبأسلوب ساخر، تمكّن العمل من إدانة الفاسدين الذين وضعهم في شخصيات مدير السيرك وجماعته الذين تجبّروا على العمال، ووضع مكاشفة أخرى لسراق آخرين هم السلطان وحاشيته من خلال لعبة جمعت عمال السيرك، وتمّ الكشف عنهم بفضل ذكاء مثقّف كان ضمن جماعة المدير. وتعالج هذه المسرحية الصراع الأبدي بين الخير والشر من خلال انتفاضة عمال سيرك عن أوضاع اجتماعية مزرية يعيشونها، مما دفع بمسؤول هذا المرفق وحاشيته إلى عقد اجتماع طارئ للخروج بحلّ ولو مؤقتا لتفادي الخطر الأكبر إلاّ أنّ الأحداث تتصاعد في قالب كاريكاتوري فكاهي في إطار ما يسمى بالكوميديا السوداء. يؤكّد العمل الذي قامت بإعداده الدرامي ليلى بن عائشة عن النص الأصلي "لعبة السلطان والوزير" للمؤلّف الليبي عبد الله البصيري، أنّ للمثقف دور حيوي في توعية مجتمعه، يشتغل بضمير صاف لتكون الحياة أفضل في كنف الإصلاح ودحض الفساد بكلّ أشكاله بيد أنّ هذا الدور لا يزال غائبا في حياتنا. واستعان في هذه المسرحية على تكثيف العوامل المؤدية إلى الفرجة، على غرار الإضاءة المتعدّدة الألوان والموسيقى المشوّقة، بالإضافة إلى الملابس الملفتة بتلويناتها ولمعانها، التي عزّزت العرض وغطّت من نقائص الأداء الذي كان مبتذلا لبعض الممثلين، كما أنّ المعالجة الدرامية كانت سطحية لقضية الفساد، وأنّ الطرح لم يكن ذكيا بالكيفية اللازمة، باستثناء فترات قدم العمل فيها رسائل ساخرة لكنها مشبّعة بأفكار التغيير نحو الأفضل. وسبق لهذا العرض أن أنتجه مسرح باتنة في نهاية 2014 بالأمازيغية، حيث أحرز أبطاله على جائزة أحسن عرض متكامل للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته السادسة الذي احتضنته باتنة في الفترة من 10 إلى 18 ديسمبر 2014.