أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، على ضرورة إيجاد أفضل الآليات لضبط وتفعيل الموارد المخصصة للعلاج، مضيفا أن ذلك أصبح أمرا حتميا وملحا بالنظر إلى التطورات الصحية المسجلة، وعلى الخصوص في مجال التحكم في النفقات، وفي التكفل بالمريض بأحسن علاج. وأوضح المتحدث في ذات السياق أن تحقيق ذلك من شأنه ضمان علاقة أنجع بين الكلفة والفعالية . وأوضح بوضياف، في رسالة وجهها للمشاركين في ورشة حول صيدلة-الاقتصاد، نظمت يوم الخميس، بإقامة الميثاق، قرأها نيابة عنه المدير العام لمصالح الصحة والوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، محمد الحاج، أن صيدلة-الاقتصاد في الأنظمة الصحية المتطورة أضحت تلعب دورا هاما وحاسما في ترشيد خيارات الصحة العمومية والاستراتيجيات الصحية، مجددا أن مسألة ضبط وترشيد هذه الموارد ضرورية، حيث أصبح لزاما تطوير صناعة محلية للأدوية موجهة للمنتجات ذات المردود الطبي الكبير. كما أوضح الوزير ورسالته أن الصناعة الصيدلانية المحلية التي ترمي إلى تلبية الاحتياجات الوطنية في مجال الأدوية لا تسمح بتقليص النفقات والفاتورة الوطنية للاستيراد التي ترتفع من سنة إلى أخرى فقط، بل تضمن كذلك الوفرة وبأسعار تنافسية مع ضمان قيمة مضافة اقتصادية أكيدة. وذكر في هذا المجال أن الجزائر التي تتوفر على شبكة واسعة من الهياكل ومنظومة صحية تضمن جميع مستويات العلاج، أنشأت آليات تحفيزية من أجل ترقية الاستثمار والصناعة الوطنية للأدوية. وخلص في الأخير إلى أنه علاوة على المؤسسة العمومية "صيدال" فإن القطاع الخاص قد عرف تطورا ملموسا الذي يجب أن يتواصل ويتعزز من خلال تخصيص الموارد الكافية للأبحاث والتطوير. ومن جهته، أكد المدير العام للصيدلة بوزارة الصحة، حمو حافظ، أن الجزائر تملك حاليا 130 وحدة إنتاج لمواد صيدلانية منها 75 وحدة إنتاج أدوية، موضحا أن السياسة الجديدة التي ينتهجها القطاع تهدف إلى تطوير وترقية القدرات الوطنية للإنتاج مع ولوج مجال الأدوية البيوتكنولوجية من خلال إقامة شراكة مع أكبر المخابر العالمية من بينها مخابر "فارما بورد روم الأمريكية". وأشارالمتحدث إلى أنه سيتم خلال السنة الجارية فتح 15 وحدة إنتاج جديدة، موضحا أن الهدف المرجو هو الوصول إلى تلبية الحاجيات الوطنية من الدواء بالإنتاج المحلي بنسبة 70 بالمائة. وأفاد المتحدث في هذا السياق بأن 75 بالمائة من الأدوية المسجلة إلى حد الآن في الجزائر، هي أدوية جنيسة و36 بالمائة من هذه الأدوية المسجلة، مصنوعة بالجزائر وإذا أضفنا 10 بالمائة التي تنشط في التعليب والتي ستمر قريبا إلى مرحلة الإنتاج فإننا سنحقق نسبة 65 بالمائة من الأدوية المصنوعة محليا. أما المشاريع المسجلة في مجال صناعة الأدوية فهي 230 وحدة من بينها 169 موجهة لإنتاج الأدوية، مشيرا إلى أن مصانع التعليب في تراجع مستمر مع ارتفاع عدد المصانع التي تمر إلى مرحلة الإنتاج، حيث لم يتبق منها حاليا سوى 8 وحدات. وذكر في هذا الإطار بالهدف الذي سطره القطاع وهو بلوغ نسبة 70 بالمائة تغطية للسوق الوطنية، علما أن فاتورة الصيدلة المركزية للمستشفيات قد تضاعفت بعشر مرات خلال العشر سنوات الأخيرة، حسب ممثل وزارة الصحة. للإشارة، فان ورشة العمل التي نظمتها وزارة الصحة، شارك فيها خبراء أجانب ومتعاملون في الصيدلة ومسؤولون على مستوى القطاعات المعنية، ونظمت على شكل مائدتين مستديرتين وتناولت الأولى اقتصاد الصيدلة وكيفية علاج أكبر عدد ممكن من المرضى بأحسن المستويات بكلفة مالية معينة. أما المائدة المستديرة الثانية فتناولت فرص وإمكانيات الاستثمار في مجال الصناعة الصيدلانية بالجزائر. بوضياف يتحادث مع السفير الصيني حول التعاون الثنائي تحادث وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف يوم الخميس بالعاصمة، مع السفير الصيني يانغ غوانشو حول التعاون الثنائي في مجال الصحة. وأوضح بيان لوزارة الصحة أن الطرفين تطرقا خلال هذا اللقاء، لمختلف نقاط التعاون الثنائي؛ حيث سلّم السفير الصيني لوزير الصحة دعوة رسمية للمشاركة في منتدى الصين البلدان العربية حول الصحة العمومية، المزمع عقده شهر سبتمبر المقبل، بمشاركة وزارة الصحة للدول الأعضاء في الجامعة العربية. وأضاف نفس المصدر أن السيد غوانشو ألح على أهمية مشاركة الجزائر في هذا المنتدى؛ بالنظر إلى العلاقات السياسية الممتازة التي تجمع البلدين، والتي تُرجمت في الزيارة التي قام بها مؤخرا الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الصين، وكذا العلاقات الثنائية المثالية في مجال الصحة، والتي سيتم إبرازها خلال المنتدى الذي سيُعقد شهر سبتمبر المقبل.