رمضان 2008.. هل سيكون مختلفا يا ترى عن سابقيه؟ هل سنصوم بعيدا عن المفارقات العجيبة والمشاهد الغريبة التي لا تمت بأية صلة لخصوصيات شهر الصبر والعبادة، أم أن أقلامنا الصحفية ستضطر ككل رمضان لأن تكتب عن ظواهر سلبية أبطالها أشباه صائمين ينطبق عليهم قوله (صلى الله عليه وسلم) "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"؟ هل سنرصد هذه السنة أيضا مشاهد محشوة بالعنف والقذائف الكلامية، التي تكاد تصبح ركنا من أركان شهر الصيام، بحجة افتقاد السجائر وفناجين القهوة؟ كنت أود أن أتفاءل بقدوم الشهر الكريم، طمعا في أن يكون على خلاف السنوات الفارطة، أياما للتآزر والارتياح الاجتماعي.. لكن لعنة الجشع التي طالت الأسواق عشية رمضان جعلتني أتساءل مجددا: هل سنضطر للكتابة أيضا عن لهيب الأسعار هذه المرة، والذي يبرره التجار كل سنة بارتفاع الأسعار في أسواق الجملة؟! وهل سنتحدث عن ظواهر أخرى صارت لصيقة برمضان بدءا بالمتسولين الذين يطالبوننا بصدقة "العواشير" عنوة و انتهاء ب"الوحم" الذي يصيب حواس العديد من الأشخاص، ليفتح قائمة شهوات البطن على نحو يؤكد مقولة "الكل يشتكي والكل يشتري"! ... مفارقات عديدة أصبحت مواضيع روتينية تسيل حبر الأقلام الصحفية، مما يجزم للمرة الألف على فشل التوعية الإعلامية الدينية في كبح جماح سلوكات يتبرأ منها رمضان.. لكن ولحسن الحظ، ما تزال هناك من الالتفاتات الطيبة والمبادرات الخيرية، ما يدعو إلى التفاؤل برمضان كريم.. نتمنى أن يكون شهرا للخير والطمأنينة في كافة البلدان الإسلامية.. كل رمضان وأنتم أريح بالا.