بين أنين جياع قطاع غزة وصرخاتهم بسبب الحصار الإسرائيلي والأسرى الفلسطينيين الذين يموتون ببطء في سجون الاحتلال بسبب حملة الأمعاء الخاوية، يقاسي الفلسطينيون الأمرّين بين ضنك العيش وحيف الاحتلال. وتزداد درجة سوداوية هذه المأساة الإنسانية في ظل صمت المجموعة الدولية المتغافل بعضها والمتواطئ بعضها الآخر مع حكومة احتلال، تمعن في قهر الفلسطينيين لإسكات صوتهم. وبين هؤلاء وهؤلاء مازال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، يناشد الدول الموقّعة سنة 1949 على المعاهدات الإنسانية، الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في حق الفلسطينيين رغم قناعته بأن نداءه سيبقى أشبه بصرخة في واد يسمعها الجميع ولا أحد بإمكانه تحديد مصدرها أو الرد عليها وسط نفاق دولي تحكمه المصالح وتداس فيه الحقوق مهما كانت مشروعيتها. ولكن ذلك لم يمنعه من حث دير بركهاتر وزيرة فيدرالية سويسرا بصفتها الدولة الحاضنة لهذه المعاهدات، على فضح "الخروقات الخطيرة والفظيعة" التي تقترفها حكومات الاحتلال في حق الفلسطينيين ضمن خرق ممنهج وصريح لمواثيق جنيف والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن هذه المخالفات التي "تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وإرهاب المجموعات الاستيطانية وفرض الحقائق على الأرض، وتحديدا في القدس الشرقية إضافة إلى تهجير السكان والتطهير العرقي واستمرار حصار قطاع غزة. وشدّد عريقات على ضرورة قيام الدول الموقّعة على هذه المعاهدات، بمساءلة ومحاسبة سلطة الاحتلال لإرغامها على تنفيذ مواثيق جنيف الأربعة لعام 1949 والبروتوكولات الإضافية بخصوص الأوضاع في فلسطينالمحتلة. يُذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سبق وأن وقّع نهاية ديسمبر الماضي، على وثائق الانضمام إلى مواثيق اتفاقية جنيف وبروتوكولاتها الإضافية. وفي نفس سياق المأساة الإنسانية الفلسطينية، دعا عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين هيئة الأممالمتحدة، إلى القيام ب "تدخّل عاجل" لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وقال قراقع في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن حياة الأسرى "أصبحت مهددة بالخطر الشديد أمام لا مبالاة واستهتار إسرائيل بصحتهم ومطالبهم". وتحدّث قراقع في هذا الشأن عن تدهور الوضع الصحي للأسير الفلسطيني خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 46 يوما؛ احتجاجا على اعتقاله إداريا. وأبدى المسؤول الفلسطيني خشية من استخدام إسرائيل أسلوب التغذية القسرية في حق الأسرى المضربين، معتبرا ذلك ضوءا أخضر لقتلهم وتعذيبهم بما يخالف كل قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني. يُذكر أن خمسة أسرى فلسطينيين قابعون في السجون الإسرائيلية منذ فترات مختلفة، أبرزهم خضر عدنان الناشط في حركة الجهاد الإسلامي. كما أطلقت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حملة رمضانية عالمية لدعم أطفال غزة تحت عنوان "أنقذوا غزة". وتستعرض الحملة التي تحظى بدعم سفير "الأونروا" الإقليمي للنوايا الحسنة للشباب الفنان الفلسطيني محمد عساف، سبعة أطفال قاموا بكتابة رسائل يعبّرون فيها عن آمالهم وأحلامهم، وضعوها بداخل زجاجات أرسلوها في عرض البحر. كما تبنّى فكرتها من فيلم "هنا" الذي يعرض أطفال غزة في ظل خلفية من الدمار الذي تَسبب فيه العدوان الإسرائيلي على سكانه العام الماضي. وقال بيار كرينبول المفوض العام ل "أونروا"، "إنه رغم كل التحديات فإن أطفال غزة لديهم أحلام، ويريدون أن يكون لديهم مستقبل، مثلهم في ذلك مثل أي طفل آخر في العالم".