أحيا نجم الأغنية القبائلية تاكفاريناس، سهرة أول أمس، حفلا فنيا استعراضيا مثيرا، لاقى استحسان الجمهور الكبير الذي توافد إلى ساحة ديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، ذلك إحياء للذكرى ال53 لعيدي الاستقلال والشباب؛ إذ قدّم باقة من أجمل أغانيه التي صنعت منه فنانا لامعا ومطربا متميزا عن غيره. صعد تاكفاريناس المنصة بعد وصلة موسيقية تمهيدية لدخوله، وعلى عادته مازال يلفت انتباه الجميع بزيّه البديع ذي اللمسة الأمازيغية. واستهل برنامجه الغنائي بأغنية "أزول"؛ بمعنى "مرحبا"، حيّا فيها كل الأمازيغ أينما كانوا كطبق مقبلات، فتح به شهية الحاضرين إلى ما هو أرقى موسيقيا وفنيا؛ إذ في كل أغنية يرتفع إيقاع البهجة بفضل أغانيه القديمة والحديثة، وأدى "دوقا دوقا" بمعنى "مهلا بالتأني"، ثم "أعروس" بمعنى "الحلزون"، وهي أغنية تليق في المناسبات والأفراح، ثم عرّج على موضوع الغربة في أغنية "أيسيي أ يما"؛ بمعنى "لا تنتظريني يا أمي". ومن بين الأغاني القديمة والتي شكلت منعرجا حاسما في مسار تاكفاريناس الفني، أغنية "واي ثلها" بمعنى "كم هي رائعة!"، يتغزل من خلال كلماتها بالمرأة الجزائرية في كل جهة من الوطن، على وقع ريتم راقص حرك الجمهور الذي غنى معه إلى آخر كلمة منها، ثم واصل أداءه بعض الأغاني العاطفية، على غرار "عسلامة أ عمريو"؛ بمعنى "مرحبا يا عمري". وبعد استخبار موفق ومؤثر جدا أدى أجمل أغاني ألبومه الأخير، ويتعلق الأمر بأغنية "فلام"؛ بمعنى "عليك".ورافقت لوحات كوريغرافية جميلة بعض أغانيه، أضفت جوا استعراضيا على المنصة، ثم أدى تاكفاريناس بعض الأغاني الاجتماعية، على غرار ”مازال مازل ذيمازيغن"، وهي أغاني تفخر بالأصل الأمازيغي وبالوحدة الوطنية لكل الجزائريين. وبالمناسبة، طلب تاكفاريناس من الجمهور أن يقف دقيقة صمت للترحم على الشهداء في ذكرى عيد الاستقلال ال53، ودعاهم لتذكّر المجاهدين الأحياء الذين ضحوا من أجل وطن يعيش في كنف العزّ والكرامة. المثير في تاكفاريناس أنه فنان قادر على احتواء جمهوره بكل سلاسة، ومتمكن من بث الحماس تارة، وتارة أخرى يضفي أجواء من الهدوء والتركيز مع ما يؤديه، ذلك ما حدث لما غنى "تامطوث بومجاهذ"؛ بمعنى "زوجة المجاهد"، وخاصة الأغنية العاطفية الشهيرة التي أسر بها وجدان محبيه "أيا عساس نزهريو" "يا حارس حظي"، وكذلك أغنية "قيموث إيذي" (ابقوا معي). جدير بالذكر أن الحفل نظمته وزارة الشباب والرياضة احتفالا بعيدي الاستقلال والشباب. وصعد المنصة في البداية كل من "ميستر أ بي" و”كريم الغانغ" في لون الراب. وشارك المطرب بن زينة بأغنيتين "سارة" و”الشادلي"، وقام المنظمون في منتصف الليل بتقديم النشيد الوطني الجزائري؛ إيذانا بدخول يوم 5 جويلية 2015، ثم أُطلقت الزغاريد وتعالت التصفيقات بمناسبة عيد الجزائر.