لم يجد سكان بلدية براقي تفسيرا لاستمرار تردي المحيط وتلوثه، وعدم وجود بارقة أمل في أن تتخلص هذه المدينة العريقة - وهي عاصمة الدائرة الإدارية - من الطرق المهترئة والأرصفة المهشمة والصورة غير المريحة للشوارع والأزقة التي فتحت بأهم مسالكها الرئيسية ورشات للتهيئة الحضرية تسير بسرعة السلحفاة في بعض مقاطعها، مع التوقف التام بأخرى، وهو ما زاد في متاعب السكان ورمى بظلاله على المنظر العام للمدينة. وعندما يدخل الزائر لبلدية براقي ويلج شارع محمد بلعربي الرئيسي يرى حجم الفوضى العارمة التي تطال الإطار الحضري، حيث تكاد معالم الأرصفة تزول تماما بهذا المسلك الذي يمثل قلب المدينة، وكان السكان ينتظرون زوال متاعبهم عندما تم الانتهاء من إنجاز مختلف الشبكات التحتية، كالصرف الصحي، الماء، الغاز وخيوط الهاتف، لكن الذي حدث أن الأمور لم تتحسن منذ عدة سنوات لأن الأشغال لم تكتمل، وتُرك المجال للغبار والأوحال وتجمع المياه بالعديد من نقاط الشارع، مثلما لاحظنا. وقد اشتكى بعض السكان والتجار الذين تحدثنا إليهم من هذه الوضعية العالقة، مؤكدين أن مسؤولي البلدية والدائرة غائبين عن الساحة، ولا يهمهم ما هو موجود من فوضى، بدليل ترك المقاولين يسيّرون المشاريع وفق أهوائهم، ودون احترام آجال الإنجاز، "انظر إلى حالة الأرصفة، فات عليها وقت طويل ولم تنجز ولا نعلم متى يتم ذلك" قال أحد السكان القدامى ببراقي القاطن قبالة مقر بنك الجزائر الخارجي متسائلا: "فصل الصيف انتهى ولم تنته الأشغال، بلا شك ستستمر الوضعية غير المريحة إلى الصيف القادم، وسنعاني أكثر في الأشهر الماطرة"، ليضيف جاره بالقول: «نتوجس خوفا كلما تهاطلت الأمطار، لأنها تحدث الكارثة في كل مرة.. وتتسرب المياه الموحلة إلى مساكننا.... لماذا لا تتدخّل مصالح الولاية لإزالة هذه الوضعية؟" وأفاد محدثنا أن براقي كانت من أحسن مدن الضواحي، لكن اليوم وللأسف تعقدت الأمور وتوسعت المدينة، لكن على حساب مركز البلدية الذي يفترض أن يكون خاليا من الفوضى. وأضاف الأول أن المقاول قام بإنجاز الشبكات وتعبيد الطريق ثم اختفى، تاركا المجال للأوحال والغبار، مشيرا إلى أن السكان المجاورين للطريق لا يمكنهم فتح النوافذ على مدار الساعة، فهم ينتظرون أن تعود الأمور إلى نصابها بفارغ الصبر. من جانبهم، يشكو التجار الذين حاورناهم بشارعي محمد بالعربي وطريق الأربعاء من النشاز الحاصل منذ سنوات، جراء توقف مشروع التهيئة في منتصف الطريق، لقد وجدنا أحد باعة الأحذية قد انتهى من تبليل الأرضية بمدخل متجره، لكنه أكد أن السلع تغشاها طبقات الغبار من كل جانب رغم الواجهة والباب الزجاجيين، موضحا: "أقوم في نهاية اليوم بإزالة الأتربة من على الأحذية، وهذا متعب جدا، نحمد الله أن الطريق تم تعبيده ولم يبق إلا الأرصفة التي نتمنى أن تنجز في أقرب وقت.. أما صاحب محل لبيع المواد الغذائية، فاشتكى هو الآخر صعوبة النشاط في وسط غير صحي، مؤكدا أن التجار يواجهون مشاكل وخسائر جراء هذه الوضعية، وأنه من غير المنطقي أن ينتظر السكان والتجار لسنوات حتى تنتهي الأشغال. وقد لاحظنا بشارع محمد بلعربي أيضا وجود العديد من محلات الإطعام السريع والمواد الغذائية المعرضة للشمس والغبار، وسلعا أخرى تحتل الأرصفة، وإرغام المارة على السير في مسلك المركبات، وهو المشهد الغالب في هذا الشارع الكبير. ورشات مفتوحة وأشغال متذبذبة بطريق الأربعاء من جهة أخرى، يشهد شارع طريق الأربعاء (الطريق الولائي رقم 11) وضعية معقدة، وهو المسلك الذي تساءل حوله العديد من التقيناهم، وحسبهم فإنهم لم يفهموا سبب تذبذب الأشغال بهذا المسلك الذي يمر به عدد كبير من المركبات المتجهة من وإلى مدينة الأربعاء جنوببراقي، فالمار بالطريق يلاحظ أن الذي بدأ الأشغال قبل حلول شهر رمضان الفارط بعدة أشهر، وكانت الأشغال حينها تجري في الفترة الليلية، لكنها توقفت لعدة أسابيع، ليستيقظ السكان على برنامج غير متوازن في تنفيذ الأشغال. وحسب أحد السكان المجاورين للطريق، فإن المقاول المكلف بالإنجاز قام بتقسيم عماله وآلياته على ورشتين إحداهما بالنقطة المسماة "13 هكتارا" بالمخرج الجنوبي للمدينة، وأخرى بالجهة الشمالية انطلاقا من مفترق الطرق، وذكر محدثنا أن الورشة تتوقف لعدة أيام، لتستأنف بشكل متقطع لأيام أخرى. كما تساءل أحد التجار، يقع محله بالقرب من المعبر العلوي الحديدي بالطريق المذكور: "هل يعقل أن يقوم المقاول بتهيئة الأرصفة قبل تعبيد الطريق؟" ليطلعنا هذا الأخير على قطع خرسانية تم وضعها بالقرب من متجره دون تثبيتها جيدا بضفتي الطريق، مشيرا إلى أن الأشغال تنجز بطريق ليست متقنة وغير مدروسة، متوقعا أنه بعد انتهائها لن تعمر طويلا، ويستغرب محدثنا غياب المراقبة من طرف مصلح قطاع الأشغال العمومية التابعة لولاية الجزائر. وتيرة أشغال بطيئة بشارع سعيد يحياوي يؤكد السكان المجاورون لطريق شارع سعيد يحياوي أن مشروع التطهير ووضع الشبكات التحتية مهم جدا، مما يخلص السكان من التسربات والانسدادات في مجال الصرف الصحي، لكن يؤكدون أن وتيرة الأشغال لا تسير بشكل جيد، حيث تمت العملية في جزء بسيط من المسلك الذي يربط طريق الأربعاء بشارع محمد بالعربي، وقد لاحظنا أن الأشغال المنجزة تمثلت في وضع قنوات التطهير وإنجاز البالوعات، لكن يظهر أن المشروع سيطول لعدة أشهر، وستتعقد وضعية السكان ومستعملي هذا المسلك ما بقيت الأشغال متوقفة. حسب البلدية.. الوجه الجديد للمدينة سيظهر في 2016 من جهته، أوضح رئيس البلدية بالنيابة السيد، سعيد غريب أن الأشغال الجارية ستنتهي وأن الوجه الجديد للمدينة سيظهر في 2016، مفيدا أن الطرق التي مستها أشغال التهيئة بكل من شوارع محمد بلعربي، طريق الأربعاء، وسعيد يحياوي، سيتم تعبيدها وترصيفها، مع إعادة نصب أعمدة الإنارة العمومية وتشجيرها، وأن مصالح البلدية تقوم بالتنسيق مع المقاولين وكذا المؤسسات الولائية مثل "إيرما"، "أوديفال لتحقيق ذلك.