أكدت السلطات الروسية أمس، أنها لم تخف أبدا الدعم العسكري الذي تقدمه لنظام الرئيس بشار الأسد، سواء بمده بالأسلحة المختلفة أو بمدربين عسكريين ردا على مخاوف سبق للإدارة الأمريكية أن أبدتها بخصوص تواجد عسكري روسي متزايد في سوريا. وقالت ماريا زخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي تباحث هاتفيا مع نظيره الامريكي جون كيري، أكد أن بلاده لم تتكتم أبدا عن المساعدات العسكرية التي تقدمها للجيش السوري لمحاربة الإرهاب. وأضافت أن لافروف، أكد لنظيره الامريكي أن موسكو ستواصل دائما تقديم مساعداتها في هذا المجال لسوريا، في تأكيد لتصريحات سبق للرئيس فلاديمير بوتين، أن أدلى بها وأكد من خلالها أنه من السابق لحينه الحديث عن تدخل عسكري روسي في سوريا لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الرئيس الروسي، على هامش ندوة اقتصادية الأسبوع الماضي في أقصى الشرق الروسي، أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد ولكننا نقدم دعما قويا لسوريا وخاصة من حيث المعدات العسكرية وتدريب عناصر الجيش النظامي. يذكر أن الإدارة الأمريكية أبدت مخاوف متزايدة من احتمال قيام روسيا بنشر قوات برية في سوريا لتقديم الدعم العسكري واللوجيستي للقوات الحكومية التي تقهقرت في العديد من المواقع والمدن التي كانت خاضعة بصفة كلية لسيطرتها قبل أن تقع بين أيدي مقاتلي تنظيم "داعش" وتنظيمات المعارضة السورية المسلحة الأخرى. وبنت المخابرات العسكرية الأمريكية توقعاتها بعد نشر روسيا بداية سنة 2012 لبوارج حربية في ميناء طرطوس، الذي يعد القاعدة العسكرية الوحيدة التي تمتلكها روسيا في حوض البحر الأبيض المتوسط. كما بنتها على مضمون مدونات على مواقع التواصل الاجتماعي أكد أصحابها أنهم وقفوا على وجود جنود روس في سوريا. وكان نائب المعارضة الروسية ديمتري غودكوف، أكد أمس، أنه بعث بسؤال إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، طالبه فيه بتوضيح الموقف على خلفية هذه الشهادات. وقال النائب إنه مادامت وزارة الدفاع لم تنف ولم تؤكد ما أكده مواطنون فإن المعلومات المروج لها يمكن أن تكون حقيقية. وجاءت هذه التسريبات غير المؤكدة في وقت أكدت فيه مصادر أمريكية أن البنتاغون يعتزم إدخال تعديلات على برنامج تدريبه لعناصر المعارضة المعتدلة السورية بكيفية تؤهلها لمواجهة تهديدات مقاتلي الدولة الإسلامية. وجاء القرار الأمريكي بعد الهجوم الذي استهدف 54 عنصرا من عناصر المعارضة تم تدريبهم من طرف القوات الأمريكية، وتمت مهاجمتهم من طر ف جماعة النصرة المحسوبة على تنظيم القاعدة، واختطاف اثنين من قيادييهم وهو ما طرح عملية استفهام كبرى حول فعالية تدريبهم على مواجهة الخطر الذي أصبحت تشكّله التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية.