دخلت الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس حالة نفير عام وغضب تام نصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي يئن تحت وطأة المحتل الصهيوني الذي يسعى جاهدا لتقسيم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين زمنيا ومكانيا. وتصاعدت حدة التوتر بالمدينة المقدسة بما أصبح ينذر بانفجار وشيك قد لا تحمد عواقبه في ظل مواصلة سلطات الاحتلال تضييق الخناق أكثر على الفلسطينيين الذين منعتهم أمس من أداء صلاة الجمعة بداخل الحرم القدسي. وفرضت سلطات الاحتلال قيودا على دخول المصلين ليس فقط إلى الحرم القدسي ومنعت من تقل أعمارهم عن 40 سنة حتى من تجاوز أسوار المدينة القديمة التي حوّلتها إلى شبه ثكنة عسكرية محاطة بحواجز عسكرية وقوات أمنية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة. وانتشر آلاف الجنود الإسرائيليين بمحيط البلدة القديمة للقدس المحتلة وأقاموا حواجز على طول الطرق المؤدية إلى البلدة، مما سمح فقط لبضع آلاف من الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة بباحات الأقصى المبارك، بينما افترش البقية السجاد من وراء أسوار المدينة القديمة في مشهد أكد درجة النفير التي تشهدها الأراضي الفلسطينية. ووسط هذه الأجواء المشحونة، حذر إمام المسجد من أن الأقصى خط أحمر بالنسبة للمسلمين في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يفرض على هؤلاء القيام بكل ما يمكن من أجل مواجهة الاحتلال الصهيوني ووقفه عند حده. من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى "يوم غضب" لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في دعوة لاقت آذانا صاغية ل 300 مواطن غزاوي توجهوا صباح أمس إلى القدس عبر معبر "أريز" الإسرائيلي لكنهم اصطدموا بحواجز الاحتلال التي منعتهم من مواصلة مسيرتهم إلى غاية الأقصى. وهو ما جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يطالب مجلس الأمن والقوى الكبرى بالضغط على إسرائيل لوقف الاستفزازات لمشاعر المسلمين والفلسطينيين، مؤكدا أن المسجد الأقصى والقدس "خط أحمر لن يسمح الفلسطينيون والعرب والمسلمون بتجاوزه تحت أي ظرف من الظروف". وطالب بضرورة بذل الجهود والمساعي الأممية الجادة والسريعة وضرورة تدخل مجلس الأمن لاتخاذ كافة التدابير العاجلة لوقف هذه الانتهاكات على المسجد الأقصى وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية وإعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة. وأكد أن الاعتداء على الأقصى ينتهك بشكل صارخ حرمة الأديان ويساهم في تغذية التطرف والعنف في العالم أجمع. وكان مجلس الأمن الدولي دعا إلى التهدئة بالقدسالمحتلة والإبقاء على الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك الذي يعد حق خالص للمسلمين لكن حكومة الاحتلال تسعى جاهدة إلى تغيير هذه الحقيقة من خلال فرض مخططها لتقسيميه زمانيا ومكانيا وهو ما يرفضه الفلسطينيون. وهو ما جعل أعضاء مجلس الأمن ال 15 يعبرون في بيان لهم عن قلقهم البالغ إزاء التصعيد الخطير الذي تشهده المدينة المقدسة والذي يحمل في طياته مؤشرات انفجار وشيك ومجهول العواقب. من جانبه، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الاستفزازات الإسرائيلية "مستمرة وآخرها هو الإعلان الليكودي بدخول الأقصى إلى جانب قرارات إطلاق النار المتسرعة بدون أي سبب". وأضاف أن إسرائيل تحاول السير بشكل تدريجي ومتلاحق لخلق وقائع جديدة وخطيرة في القدسالمحتلة ومقدساتها مما يستدعي استمرار الحملة الفلسطينية والعربية والدولية لمواجهة هذه التحديات. ولفت إلى أن محور لقاءات الرئيس عباس في الأسبوع المقبل ستكون مع الرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين ومع الإدارة الأمريكية حول القدس والمقدسات وذلك لمواجهة الاستفزازات ومحاولات التهويد المرفوضة والتي لا يمكن السكوت عنها.