أشاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بالمسيرة الإبداعية للأديب السوري الجزائري عبد الوهاب حقي، الذي وافته المنية مساء الجمعة الماضي، بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 82 عاما. وأعرب السيد ميهوبي، أمس، في برقية تعزية إلى عائلة المرحوم والأسرة الأدبية في الجزائر والوطن العربي، عن "حزنه العميق" لرحيل هذا الأديب الذي "نشأ في بيت ثقافي جعله يميل ويتفنن في الكتابة في سن مبكرة، فلم يكف عن العطاء رغم سنّه المتقدمة". وأضاف الوزير أن الراحل "فاقت كتاباته السبعين عملا في مختلف ضروب الأدب، حيث كتب الرواية وقصص الأطفال والمقالات الصحفية والأعمال المسرحية إلى جانب المسلسلات الإذاعية، كما عرف وتميّز بمساهماته في الحقل الأدبي الجزائري". من جهتهم أشاد مثقفون وأدباء بالمسار الأدبي للكاتب عبد الوهاب حقي، حيث ذكر رئيس جمعية الجاحظية، محمد تين، الذي كان رفيقا للفقيد أن "جدو حقي" كما يدعوه الجاحظيون وعلى رأسهم الطاهر وطار، لأنه كتب للصغار وكان قريبا منهم، يشكل "مشهدا من مشاهد الجاحظية"، مشيرا إلى أن حقي، كان شعلة من العطاء في الشعر ثم تحول إلى أدب الأطفال. وأضاف أن عبد الوهاب حقي يكاد يكون الوحيد من جيله من الذين تخصصوا في أدب الأطفال والدليل على ذلك الأعمال التي ألفها في هذا المجال منها المجموعة القصصية "الإنشاء الحديث دراسة" والمسرحية الهزلية "وظيفة شاغرة" وقصص للأطفال من بينها "المفعول المغرور" و«منجد الإملاء". من جهته، اعتبر رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، عبد الغالي مزغيش أن الأديب "كان دائما يحن إلى وطنه سوريا حيث كان مرتبطا بما كان يحدث في الوطن العربي وخصوصا بلده الأصلي، مشيرا إلى ديوان شعر قدم فيه صورا ساخرة عما يحدث في الأوطان العربية. وأشاد الشاعر زبير دردوخ بمساهمات الأديب عبد الوهاب حقي في الحقل الأدبي الجزائري، مشيرا إلى أنه قدم "خدمات للوطن وللطفولة الجزائرية وذلك من خلال العديد من أعماله"، كما اعتبر حقي ب«الرجل الطيب" و«سهل المعاشرة" ومحبا للجزائر. للإشارة، توفي الأديب عبد الوهاب حقي مساء الجمعة الفارط، بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز 82 حيث تدهورت صحته في الآونة الأخيرة ووري جثمانه الثرى ظهر أمس بمقبرة قاريدي بالقبة. وولد الفقيد عبد الوهاب حقي، وهو من أصول سورية في "دير الزور" (سوريا)، عام 1933، ومن أعماله كتاب "صراع" 1954 وهو كتاب توثيقي عن الفرات و"دير الزور"، ثم صدر له كتاب "نفثات قلب" ونشر في "قطر" و"سلطنة عمان" و"الجزائر" التي كان فيها أغلب نتاجه الأدبي، بالإضافة إلى "دمشق". وله أربع مسرحيات مطبوعة وهي: "جميلة بوحيرد" (عام 1958)، "صنيعة الاستعمار" (عام 1955)، "مصرع شهيد" (عام 1956) و"عدنان المدني" (عام 1958). كما استقر الأديب عبد الوهاب حقي بالجزائر منذ فترة طويلة وتحصل على الجنسية الجزائرية وعمل بالإذاعة الوطنية وهو عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين.