إحياء للذكرى 54 لأحداث مظاهرات 17 أكتوبر، أقامت مديرية الثقافة، مساء أول أمس، حفل بيع بالتوقيع لكتابين جديدين صدرا عن الكاتب محمد بن عبورة، الأول تحت عنوان "خيرة بنت بن داود "والثاني يحمل عنوان "أصحاب البارود"، بحضور عدد كبير من الجمهور، من بينهم الأسرة الثورية ومثقفون وأبناء مدينة وهران القدامى. وفي هذا السياق، قال الكاتب ابن عبورة، بأن اختياره لموضوع كتابه الأول حول الشخصية الثورية "خيرة بنت داود"، راجع إلى التهميش الذي تعرضت هذه المجاهدة، حيث لم ينصفها التاريخ وظلت ذكراها في العتمة، رغم أنها واحدة من المناضلات الجزائريات الباسلات اللواتي قاومن المستعمر الفرنسي في مدينة وهران، مشيرا إلى الصعوبات التي وجدها خلال بحثه عن مسيرة وتاريخ هذه السيدة، حتى أن عائلاتها زودته بصورتها فقط. وأضاف الكاتب أن ما يُعرف عن خيرة بنت داود، ثراؤها وتوظيفها لمالها في خدمة قضية بلدها العادلة ومساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة، كما قامت خلال أحداث الثامن ماي 1954 بإحضار 45 طفلا من اليتامى من أبناء شهداء تلك المجازر التي ارتكبها المستعمر الفرنسي آنذاك في حق سكان منطقة بن عزيز التي تبعد عن ولاية سطيف ب44 كلم، بالتعاون مع "جمعية العلماء المسلمين"، بعد موافقة حاكم وهران الفرنسي آنذاك الكولونال بيتي. وقامت خيرة بتوزيع الأطفال على عائلات في وهران لتربيتهم ولم يثنها هذا عن التواصل معهم ودعمهم ماديا ومعنويا، حسبما أكده أحدهم، وهو رئيس جمعية قدامى المقاومين، السيد سبية عمار المدعو مصطفى من مواليد عام 1941، كان حاضرا خلال النقاش الذي أجري على هامش حفل البيع بالتوقيع. وتطرق السيد سبية إلى مناقب المجاهدة السيدة خيرة بنت بن داود التي كانت تقطن بحي المدينة الجديدة، وعملت في الخفاء ومدت العون للحركة الثورية الجزائرية في منطقة الغرب الجزائري، إلى أن تفطن لها الجيش الفرنسي، فطلب منها أن تختار منفاها، واختارت العاصمة وبقيت بها سنوات إلى أن داهمها المرض، حيث توسطت لها بعض الأطراف لتعود إلى مسقط رأسها، ورضخ الجيش الفرنسي للأمر وعادت إلى وهران حيث توفيت في شهر ديسمبر من عام 1961، ودفنت في مقبرة سيدي الحسني، وشيع جنازتها جمع غفير من سكان مدينة وهران. كما تعتبر السيدة خيرة بنت بن داود عند العائلات الوهرانية القديمة، إحدى المجاهدات الباسلات ورمز من الرموز الثورية الجزائرية، غير أنها لم تأخذ حقها من التعريف والتكريم، لهذا سيمكن هذا الإصدار الجديد من التعرف على هذه السيدة العظيمة ومناقبها. أما الإصدار الثاني للكاتب محمد بن عبورة، فيحمل عنوان "أصحاب البارود"، وقد ضم السيرة الذاتية لفرقة أصحاب البارود التي كانت تنشط في مدينة وهران، وتغنى بها الكثير من شعراء الملحون في الجهة الغربية من الوطن، على غرار أغنية "أصحاب البارود الكارابيلا" لعميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري. كما أقيم على هامش الاحتفالية الثقافية، معرض لإصدارات الكاتب محمد بن عبورة الستة، منها الكتابان الجديدان.