تعد جمعية "الوفاء" للبيئة والسياحة لبلدية وادي البارد، التابعة لولاية سطيف والواقعة بجنوب أعالي جبال بابور وعلى بعد 50 كلم من عاصمة الولاية، واحدة من بين الجمعيات الجادة التي، وبالرغم من أنها حديثة النشأة، إلا أنها تسعى من أجل التعريف بالإمكانات السياحية التي تزخر بها المنطقة بما يساهم مساهمة فعالة في إخراجها من عزلتها. "المساء" التقت بالسيد بلعوط محمود، رئيس الجمعية أثناء توجده بدار الثقافة "محمد سراج" لسكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة. ❊ هل لكم أن تقدموا لنا بطاقة موجزة عن جمعيتكم؟ ❊❊— جمعية "الوفاء" للبيئة والسياحة لبلدية وادي البارد المتواجدة بولاية سطيف، جمعية محلية تأسست خلال السنة الجارية، رغبة منا في المساهمة من أجل التعريف بمنطقتنا والحفاظ على كل ما تزخر به من تراث مادي ولا مادي، والمساهمة من أجل الحفاظ على الثروة الطبيعية التي تزخر بها بالخصوص، وأن المنطقة مشهورة بإنتاج العسل والزيتون وتربية المواشي بكل أنواعها وأيضا في صناعة الأواني الفخارية والألبسة التقليدية. ❊ ما هي الأهداف التي تطمحون إلى تحقيقها؟ ❊❊— نسعى أولا إلى التعريف بمنطقة وادي البارد النائية التي تزخر بإمكانات طبيعية في غاية الجمال والروعة، يمكن استغلالها إيجابا في ترقية السياحة الجبلية، خاصة أن المنطقة غنية بالعديد من الكنوز، معظمها غير مستغل وغير معروف على نطاق واسع، منها الشلال الجبلي النابع من أعالي جبال بابور، ويعد من بين أهم المواقع السياحية بالمنطقة دون إهمال الثروة الجبلية وما تزخر به من مختلف أنواع الأشجار والحشائش الطبية، منها نبتة الزعتر عالية الجودة، إلى جانب هذا الهدف، فإننا نعمل من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي التقليدي للمنطقة وإدماج المرأة الريفية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية عن طريق تكوينها في فروع محو الأمية وتعليم الكبار ومن ثم إخراجها من القوقعة التي هي فيه، وجعلها تساهم هي الأخرى في ترقية منطقتها بما يعود بالنفع عليها وعلى كل البلدية. ❊ ما هي الوسائل التي تعتمدون عليها من أجل تجسيد أهدافكم على أرض الواقع؟ ❊❊— بالطبع مادام كل أعضاء الجمعية مجندون من أجل تجسيد الأهداف المسطرة على أرض الواقع، فإننا نجتهد بوسائلنا الخاصة، فنحن من الجمعيات التي تفضل القيام بكل نشاطاتها في الوسط الطبيعي المفتوح من خلال القيام بالحملات التحسيسية في الوسط الريفي، من أجل دفع سكان المنطقة، خاصة المرأة ومنها الفتاة الريفية، على الإقبال على دروس محو الأمية وتعليم الكبار حتى نمكنها من الاندماج في مختلف المشاريع الموجهة لها، سواء الحية أو الصناعية أو غيرها، فمنطقتنا كما لا يخفى عليكم نائية وسكانها محافظون، لذا نتبنى سياسة التوعية والتحسيس. ❊ ما هي المشاريع التي قمتم بها إلى حد الآن؟ ❊❊— الجمعية بالرغم من أنها حديثة النشأة، إلا أنها تمكنت من إنشاء ورشة بمساهمة البلدية ووكالة التشغيل، بغرض تكوين المرأة الريفية بمنطقة وادي البارد في شتى المجالات، من حرف وصناعات تقليدية لها صلة بالموروث الثقافي للمنطقة، وإلى حد الآن، قامت الجمعية بتكوين 13 فتاة بتأطير من سيدة طاعنة في السن ملمة كل الإلمام بكل ما تزخر به المنطقة من إرث تاريخي وتراثي في جميع مناحي الحياة، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو العادات والتقاليد وغيرها. ❊ هل كلمة أخيرة؟ ❊❊— أشكر نيابة عن كل أعضاء الجمعية، يومية "المساء" على الفرصة التي أتاحتها لنا للتعريف بالجمعية، متمنيا أن تشجع كل الجمعيات خاصة تلك المتواجدة بالبلديات النائية حتى تتمكن من مساهمة إيجابية في ترقية تلك المناطق وجعلها معادلة أساسية في التنمية المحلية بمفهومها الواسع، ومن ثم إشراكها في ضمان الأمن الغذائي لبلدنا.