لا أحد ينكر أنه بحلول شهر رمضان يزداد عدد المصلين والمقبلين على بيوت الله، والسرّ في ذلك - لم يعد سرا - أن هناك من يصلون صلاة موسمية تقترن مع الصوم، ظنا منهم أن الصوم لا يجوز بدون صلاة، وهم بذلك يؤدون فرضا سنويا بفرض يومي، ويطلّقون الإثنين معا يوم عيد الفطر.. ولا نغالي إذا قلنا أن هناك من يحتفظ ب "قندورته" و"شاشيته" البيضاوين ولا يستعملهما إلا في شهر الصوم، وكأنه معفى من العبادات في باقي الأشهر.. ولعل الائمة ومنشطي الدروس الرمضانية يعلمون ذلك وقد ينبهون "المصلين الموسمين" إلى مواصلة عبادة المولى في غيرها من الأيام، لأن في ذلك نفاقا واضحا وضوح الشمس، وهو أن الصلاة المؤقتة تعري أصحابها وتفضح عقائدهم وإيمانهم وتكشف تلاعبا بالدين الذي يدينون به وراثيا ويتخذونه قناعا لا اقتناعا... إلا أن هناك من لا يرى حرجا في "الصلاة الموسمية" لبعض الناس، لأن أداءها في شهر رمضان عندما تكون الشياطين مصفدة ، يمكن أصحابها من مغالبة النفس وكسب عادة جديدة هي "أداء الصلاة"، وباستطاعة صاحبها الاستمرار عليها في باقي أيام السنة، ويكون شهر رمضان بالنسبة لهم شهر توبة وأوبة وعودة إلى جادة الصواب، وطريق العبادة التي لا تتجزأ، من منطلق العبارة التي تقول "خذوا الدين كله أو اتركوه..." وصح صيامكم وصلاتكم.