دعت ممثلة منظمة الأممالمتحدةبالجزائر، كريستينا امارال، أول أمس، المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الإنسانية في صالح اللاجئين الصحراويين، وأعربت في الوقت نفسه عن انشغالها الكبير لتدهور الوضع الإنساني الحالي في الصحراء الغربية المحتلة من طرف المغرب، مبرزة من جانب آخر أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في مختلف الهيئات الدولية وكذا إسهامها في تحقيق مساواة أكبر في العلاقات الدولية وتجسيد الاهداف الجديدة للتنمية المستديمة. وأكدت السيدة أمارال، في تصريح لوكالة الأنباء على هامش حضورها درس حول الاممالمتحدة، نظم بثانوية الرياضيات بالقبة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال70 لإنشاء الهيئة الاممية، ضرورة أن تساهم البلدان بشكل أكبر في الجهود الانسانية، للتمكن من مساندة البرامج الإنسانية للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن هؤلاء اللاجئين يعتمدون على المساعدة الدولية وعلى الجهد الإنساني لمنظمة الأممالمتحدة فقط. وأعربت المسؤولة الأممية عن انشغالها الكبير لتدهور الوضع الإنساني الحالي في الصحراء الغربية المحتلة من طرف المغرب، مشيرة من جهة أخرى إلى انخفاض المساعدات الإنسانية التي تحتاجها الوكالات الأممية، على غرار المحافظة السامية للاجئين والمنظمة العالمية للصحة والبرنامج الغذائي العالمي وبرنامج منظمة الأممالمتحدة من أجل الطفولة. ولدى تطرقها إلى المعاناة التي يعيشها هؤلاء اللاجئين والتي تبرز حسبها الطابع الاستعجالي للمساعدات الإنسانية، قالت المسؤولة الاممية "نأمل في مساعدة دولية أكثر للاجئين الصحراويين الموجودين في منطقة تندوف في انتظار حل سياسي". وفي انتظار فرض حل شرعي وعادل لمسألة الصحراء الغربية التي تعد آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، يتعرض الصحراويون يوميا لمختلف أشكال العنف وانتهاك حقوق الإنسان واستغلال مواردهم من طرف المحتل المغربي. حل النزاع في ليبيا بيد الليبيين أنفسهم من جانب آخر، وبخصوص تسوية الازمة في ليبيا، أكدت الممثلة المقيمة للأمم المتحدةبالجزائر على ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع في ليبيا من خلال حوار شامل بين الليبيين، قائلة في هذا الصدد إن تسوية النزاع في ليبيا يجب أن ينم عن الاطراف الليبية نفسها وأن تكون "ثمرة الحوار السياسي بين مختلف الأطراف بليبيا". وترى السيدة أمارال أن مبعوث الأممالمتحدة لليبيا برناردينو ليون المدعم بشكل قوي من طرف الجزائر يواصل العمل من أجل التوصل الى اتفاق سياسي، معتبرة مسار التسوية بليبيا مسار معقد. وإذ ذكرت بوجود ضغط دولي كبير من أجل ايجاد حل في ليبيا، أكدت المتحدثة بأن "هذا الحل يجب أن يجده الليبيون أنفسهم وأن يكون ملائما"، مشيرة في نفس السياق إلى أنه يتعين على الليبيين حماية وحدتهم الترابية، في الوقت الذي تعمل فيه الوساطة الدولية على تشجيع المسار. وشددت المسؤولة الأممية أن "ليبيا التي تعتبر بلدا يزخر بطاقات هائلة، يجب أن يعود إلى السلم" مذكرة بجهود الجزائر التي تعمل من أجل تحقيق السلم والرقي في ليبيا وفي البلدان المجاورة". ارتياح للمراحل التي اجتازتها الأممالمتحدة على صعيد آخر، أكدت السيدة كريستينا أمارال أن الأممالمتحدة اجتازت مرحلة جديدة في إطار الذكرى ال70، تمثلت في الموافقة على التصريح المتعلق بأهداف التنمية المستديمة "القائمة على حقوق الانسان، من أجل عالم بدون جوع بدون فقر وبدون لامساواة". وأشارت المتحدثة إلى أن الهيئة الاممية أحرزت تقدما جد هام ضمن هذا المسعى، "مع أننا لم ننجح في بعض الأمور"، مشيدة بالمناسبة بمساهمة الجزائر ودورها في مختلف الهيئات الدولية منذ استقلالها وانضمامها للأمم المتحدة، حيث قالت في هذا الشأن "الجزائر منذ استقلالها كانت عضوا جد نشيطا ضمن الأممالمتحدة وساهمت في تحقيق الاهداف الجديدة للتنمية المستديمة". ولدى تطرقها لمسار تصفية الاستعمار، ذكرت الدبلوماسية الاممية بأن الجزائر "كانت بلدا رائدا، دعم الكفاحات التحررية للشعوب ولجنة تصفية الاستعمار ودعا إلى مساواة أكبر في العلاقات الدولية"، مبرزة في نفس السياق إسهام الجزائر بشكل نشيط في الحوار السياسي من أجل السلم. وردا على سؤال حول التمثيل الإفريقي ضمن الجمعية العامة وإصلاح مجلس الأمن اعتبرت السيدة أمارال أن "افريقيا تتمتع اليوم بقوة أكبر وعزم أكبر"، موضحا بأن كل إصلاح سيتوقف على الدول الأعضاء. وأعربت المسؤولة الاممية من جهة أخرى، عن ارتياحها لرفع العلم الفلسطيني بمقر الأممالمتحدة، قائلة في هذا الصدد "نحن فخورون برفع علم فلسطين بمقر الأممالمتحدة وبالتزام الأمين العام شخصيا في الحوار من أجل السلم"، قبل أن تضيف بأن الممثلين الخاصين والشخصيين للأمم المتحدة في العالم، يعملون من خلال الحوار على تسوية النزاعات التي تهدد السلم كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا".