إذا كان وصف تصرف إسرائيل مع الإتحاد الأوروبي القاضي بوقف الاتصالات بشأن السلام في الشرق الأوسط بالابتزاز اكتشافا أو استنتاجا، أو تأويلا أو قراءة بين السطور، فقد جاء متأخرا جدا، بل وبعد فوات الأوان. فسلاح إسرائيل الفتاك حتى يثبت العكس هو الابتزاز والتسويف والتنصل من الاتفاقيات التي تمضيها ذرا للغبار في العيون. فهي تبتز أوروبا خاصة بالهولوكست ودفعت هذه الأخيرة إلى استصدار قوانين تجرم من ينكر المحرقة أو يقلل من حجمها بالعداء للسامية وبالتالي بالعداء للإنسانية، وتحرص على تطبيقه أكثر من إسرائيل نفسها. الابتزاز الإسرائيلي كان قبل قيام دولته العنصرية على الورق وأثناءها وبعدها وسيستمر ما استمر هذا الكيان في تجسيد مشاريعه الاستطانية لإقامة دولته العنصرية على أرض فلسطين كل فلسطين. هذا المشروع الصهيوني المدعوم بالصهيونية المسيحية وبجماعة الألفية من القادة الأمركيين معلن في أدبيات إنشاء دولة إسرائيل، وفي خطط زرعها في قلب الوطن العربي وفي جميع المحافل المناصرة للدولة العبرية العنصرية. والذين لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون، فهم العرب الذين صدقوا إما بسذاجة أو بتواطؤ أو بجهل، الوعود المقدمة لهم بإقامة سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط يمكّن الشعب الفلسطيني من بعض حقوقه، وأقول بعض حقوقه لأن أرضه تجزأت وبعضه هجر إلى غير رجعة.. فالابتزاز الإسرائيلي قاعدة ثابتة في السياسة والاقتصاد الذي فجر موقف الكيان الصهيوني من الاتحاد الأوروبي لأنه فرض وسم المنتجات الآتية من المستوطنات اليهودية، كما هو في المشاريع الاستيطانية المتسارعة وكأنها تستبق الزمن إلى فرض شروط أخرى سيضطر العرب إلى القبول بها تكون أكثر خطورة وراديكالية في الصراع العربي الإسرائيلي قد يستأصل الوجود الفلسطيني من جغرافيته لا قدر الله.