تحملت الجامعة العربية أخيرا مسؤوليتها لاحتواء النزاع في إقليم دارفور بعد أن قررت إيفاد لجنة مساع حميدة لإنهاء مأساة سكان هذا الجزء من الإقليم السوداني. وتكتسي المبادرة أهمية خاصة من منطلق أن العرب اقتنعوا أخيرا بحتمية التحرك لإنهاء أزمة في محيطهم القريب وبعد أن أصبحت تداعياتها تهدد كيان دولة عضو في الجامعة العربية نفسها. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن بل ويفرض نفسه هو هل يتمكن العرب في مهمة شائكة ومعقدة بنفس تعقيدات وتداخلات النزاع في هذا الجزء من الأرض السودانية؟ وهو سؤال يطرح خاصة إذا علمنا أن هيئات إقليمية ودولية كالاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة فشلا في استعادة السلم المفقود في إقليم تعددت أطراف معادلته وتركيبة قبائله وانتماءاتهم وولاءاتهم المختلفة. كما أن المراهنة على دور الوساطة القطرية بسبب تمكنها من تسوية العديد من النزاعات كعامل يدفع إلى التفاؤل المفرط لا يكفي وحده لإنهاء نزاع أصبح محل تجاذب مصالح صينية وأخرى أمريكية وبريطانية للفوز بآبار نفطه الغنية. وبين كل هذه التجاذبات والحسابات وحتى الصدامات ستتحرك الآلة الدبلوماسية العربية وفي إطارها أيضا تتأكد حنكة الفاعلين العرب في تحييد انعكاسات نزاع طال أمده؟