قطف الفيلم الفلسطيني "متدرج" للمخرجين عرب وطرازان ناصر، "العناب الذهبي" جائزة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، في ختام التظاهرة التي جرّت أطوار دورتها الأولى من 3 إلى 9 ديسمبر الجاري، بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، ومنحت لجنة التحكيم كذلك خمس جوائز، فضلا عن ثلاثة تنويهات. تسلّم ممثل السفارة الفلسطينية السيد مصطفى حمدان الجائزة الكبرى للمهرجان من يدي وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، ونالت الممثلات المشاركات في فيلم "متدرّج" جائزة أحسن دور نسائي، أمّا جائزة أحسن دور رجالي فكانت من نصيب الممثل إلهان سيسن عن أدائه في الفيلم التركي "السر"، بينما عادت جائزة أحسن سيناريو لسيمون روبي وجوليان ليلثي عن الفيلم الفرنسي "أداما"، وتوّج الفيلم الجزائري "مدام كوراج" للمخرج مرزاق علواش بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما فاز الفيلم السوري "رسائل الكرز" للمخرجة سلاف فواخرجي بجائزة الجمهور. ونوّهت لجنة التحكيم بأداء الممثل الجزائري عدلان جيمي بطل فيلم "مدام كوراج"، والممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان عن أدائها في "قصر الدهشة"، كما نوّهت بسيناريو الفيلم القبرصي "انطباعات رجل غريق". وقبل توزيع الجوائز، أكّدت رئيسة لجنة التحكيم، كلثوم برناز (كاتبة سيناريو ومخرجة من تونس)، أنّ الاختيار كان صعبا جدا، وبالمناسبة هنأت عنابة بمهرجانها وتمنت له الدوام، وقالت؛ "عنابة اليوم أصبحت شباكا مفتوحا على المتوسط"، معربة عن انبهارها بجمهور المدينة. ومنحت إدارة المهرجان "العنّاب الفخري" للمجاهد ياسف سعدي، تسلّمه نيابة عنه شقيقه ياسف حسين، الذي أعرب عن شرفه الكبير بهذا التكريم المتزامن مع الذكرى الخمسين لإنتاج الفيلم التاريخي "معركة الجزائر"، واغتنم الفرصة ليشدّ على أيدي الشباب من أجل مواصلة مسيرة البناء بعدما قام جيله بمسيرة النضال ودحض المحتل الفرنسي. وحصل المغني العالمي الشاب خالد على "عناب فخري" كونه العربي الوحيد المتوج بجائزة "أوسيلا الذهبي" لأحسن موسيقى في مهرجان البندقية السينمائي، ورغم غيابه عن حفل ختام المهرجان، إلاّ أنّه بعث فيديو اعتذر من خلاله لجمهور عنابة عن عدم تمكّنه من الحضور لأسباب صحية. من جهته، أكّد وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، خلال إشرافه على حفل اختتام المهرجان، أنّ مدينة عنابة نجحت في امتحانها الأوّل، ومنحت لنفسها فرصة الفرح والانفتاح على سينما منطقة المتوسط، وثمّن جهود محافظة المهرجان تحت إدارة المخرج سعيد ولد خليفة، في توفير شروط نجاح الدورة التي شهدت إقبال حوالي 40 ألف متفرج، نسبة اعتبرها الوزير دليلا على نجاح هذه التظاهرة السينمائية التي راهنت على الإبداع كعنصر ثابت في نجاح أية تظاهرة ثقافية، وأنّ الإخفاق هو المتغيّر. وهنّأ ميهوبي، بالمناسبة، المتوجين بجوائز المهرجان، مثنيا على كلّ السينمائيين المشاركين في دورة ميّزها حضور النجمة السورية سلاف فواخرجي التي أسعدت مدينة عنابة بوجودها، وسيحتفظ سكانها بذكرى تلك الزيارة الإنسانية التي قادتها إلى مستشفى أطفال أمراض السرطان، وهو ما يؤكّد، حسبه، أنّ البعد الحقيقي للإبداع هو الإنسانية المتأصلة في كلّ فنان. وجدّد ميهوبي دعوته لسكان عنابة بهدف الالتفاف حول مهرجان الفيلم المتوسطي، بهدف ضمان استمراريته ويجد مكانة في خارطة المهرجانات الجزائرية والدولية، مضيفا بأنّ محافظة المهرجان ستبدأ في التحضير للطبعة الثانية للمهرجان مباشرة بعد اختتام دورته الأولى، قصد تقديم الأحسن في الدورة القادمة.