يعطي الفنان عبد الرحمن بختي فضاء معرضه التشكيلي المقام حاليا بمركز التسلية العلمية للمرأة محاولا في ذلك تخصيص الحيز الكامل للتعبير عن حياتها وآلامها وآمالها نحو آفاق مستقبل أفضل وأجمل. يطبع لوحات الفنان بختي الأسلوب السريالي بوجه عام، كما يعتمد أيضا على أسلوب التشخيص فهو شديد التركيز على الملامح، خاصة ملامح وجه المرأة. على امتداد ثلاث وعشرين لوحة يعطي الفنان الظهور كاملا للمرأة، ففي لوحة »الوجوه الثلاثة للمرأة« يرسم الفنان الوجه بأبعاد وحالات مختلفة للمرأة في هدوئها وحركتها الضاحكة ولون عيونها وهكذا... وهو تعبير عن تنوع جمال هذا الكائن الرقيق ذي الإحساس المرهف. في لوحة ''النظرة'' تحاول ريشة الفنان اللعب على تقاسيم الوجه ليبدو في أشكال هندسية تكعيبية تظهر المرأة في حالة سكون وأحيانا في حالات تذمر. لوحة أخرى تربط المرأة ببعض الرموز التي تنسب إليها كالبيضة التي ترمز للحياة والإنجاب وأدوات الطبخ وأصل الشجرة الذي هو رمز لكل أنثى ولود. في لوحات أخرى، تظهر المرأة أكثر راحة وانسجاما سواء مع الطبيعة او مع الرجل، تظهر مثلا في حالة صفاء تجعلها مع أمواج البحر وهي جالسة في استرخاء على أحد الصخور متأملة جمالا لايقل فتنة عن جمالها، ونفس الانسجام تعيشه هذه المرأة في لوحة أخرى مع رجل تحبه ''العشاق'' تبادله النظرات والهمسات. تتواصل حالات الصفاء لتظهر ''الابتسامة'' وهي لوحة كبيرة بمساحة زرقاء شاغرة مرسوم في وسطها فم امرأة ضاحك، وفي ''الشابة الضاحكة'' تدخل المرأة عالما من الهدوء تعيشه في ظلمة الليل ذات الاضاءة الحمراء الداكنة لتتجلى صفة الحكمة فيها اكثر من صفة الجمال. بالمقابل تحاول المرأة الشابة في لوحة أخرى إبراز جمالها الأصيل وهي تجلس في بيئة صحراوية تقليدية جميلة إلا أن عينا شريرة غاضبة يبعثها رجل تحاول إفساد نشوتها. تحضر ضمن المعرض لوحة ''المرأة ذات الوردة'' وهي عبارة عن بورتريه رسمه بختي لابنته الشابة والتي تبدو وكأنها صورة فوتوغرافية حية. ''المرأة الجرة'' ابراز لمدى تشبث المرأة بالعادات والتقاليد لتبدو الجرة فوقها وكأنها امتداد طبيعي لرأسها الجميل المشرق. وتتوالى اللوحات منها ''حب في مهب الريح'' التي يظهر فيها وجه امرأة ممسوكا على حبل غسيل تتقاذفه الرياح، ولوحة ''المرأة عند الولي'' تبرز فيها المرأة مطمئنة تتأمل ضاحكة مقام الولي الصالح وهي تحلم بغد أفضل. قدسية المرأة في عقلها وأمومتها، ينعكس في ''المرأة المتأملة'' و''الأمومة''، وكل ما يرتبط بالمرأة حاضر في المعرض حتى الثقافة التي ترمز لتفاحة آدم وحواء في الجنة والتي هي أساس الصراع بينهما، والمرأة تعني ايضا الزمن لذلك صورها الفنان في فرس قوية تجري بسرعة الزمن نحو المستقبل. ألوان اللوحات كلها داكنة تقريبا يطبعها الأحمر والأزرق والاخضر والبرتقالي والأسود والبني كما أن هناك لوحات قليلة منجزة بتقنية الحبر الصيني وكلها عبارة عن شخوص لوجوه رجال او نساء. بالمناسبة إلتقت »المساء« بالسيد مساعدية المكلف بالفنون التشكيلة على مستوى المركز الذي أشاد برقي الفنان بختي ذي الشهرة المكتسبة عبر 25 سنة من العطاء والذي يحمل في كل معرض الجديد والمتمكن من مزج الواقع بالخيال. يقول مساعدية »طلب منا بختي معرضا فرديا فلبينا طلبه لأننا نعرف مقامه«. للإشارة فإن عبد الرحمن بختي منسق بالاتحاد الوطني للفنون الثقافية بولاية تيبازة وسبق وأن اقام معارض عبر التراب الوطني وذلك منذ 1986 إضافة الى معارضه في الخارج، وتستمر فعاليات هذا المعرض الى غاية 10 أفريل الجاري.