لم ينجح فريق مديوني وهران، أول أمس، في الثأر من غريمه اتحاد سيدي بلعباس الذي أقصاه في الموسم الماضي من منافسة كأس الجمهورية في نفس الدور، وفي نفس الملعب (أحمد زبانة) بثلاثية نظيفة، حيث استسلم لمنطقه هذا العام أيضا، حتى وإن كان بهدف يتيم، وقّعه المهاجم بناي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، ليؤكد "العبابسة" علو كعبهم في مواجهاتهم بنظرائهم الوهرانيين. وقد حملت مقابلة هذا العام الجديد، ذلك أن الفريقين دخلا بمدربين جديدين، فمديوني وظف التقني المغترب زكرياء جبور الذي سبق له العمل كمدير تقني لدى فريقي مولودية وجمعية وهران. أما اتحاد سيدي بلعباس، فأعاد إلى أحضانه مدربه السابق عبد الكريم بن يلس، الذي يعرف بيت "المكرة" جيدا، حيث سبق له أن دربه، وصعد به إلى القسم الأعلى في الموسم ماقبل الماضي. كما استحضر التقني التلمساني خبرته ليؤهله إلى الثمن النهائي من كأس الجمهورية، وتلك حقنة معنوية هامة لفريقه الجديد القديم، يستعد بها لمباشرة مرحلة الإياب من بطولة الرابطة الاحترافية الثانية التي يتصدر لائحة ترتيبها. وقد ظهرت هذه الخبرة في التغييرات الناجحة التي أجراها بن يلس على تشكيلته في الشوط الثاني، بإقحامه الثنائي أوزناجي وبناي مكان دهام وطويل، فانقلبت مجريات اللعب لمصلحة الاتحاد في هذا الشوط، بعدما تحكم مديوني في أطوار الأول دون أن يسجل له عامر ويحيى وحدو في فرصتي الدقيقتين 11 و36، لتكون الفعالية عباسية، وفي المحاولة الثالثة من بناي بعدما أهدر الأسبقية كل من بنوة في الد72، وعبدات في الد75، بالتالي تفوقت خبرة بن يلس على طموح جبور. جبور راض رغم الإقصاء لقد برر المدرب جبور إقصاء فريقه بنقص الزاد البدني لأشباله، رغم حضورهم الفني اللافت، وتابع يقول: "لقد كانت تجربة مفيدة لنا رغم تعثرنا، حيث سنركز اهتمامنا على بطولة قسمنا التي تبقى هدفنا الرئيسي، أنا راض على أداء فريقي الذي أدى ما عليه أمام فريق بلعباسي قوي، قدم مباراة في القمة، وأعترف أن عملا كبيرا ينتظرنا، لكنني متفائل بتحقيق أهدافنا". ومكلف بمشروع رياضي ل«الحماما" كان زكريا جبور قد حط الرحال بمديوني، ليخلف المقال محمد حنكوش، خصوصا تجسيد الأفكار التي يحملها الرئيس شراكة بن عيسى لفريق حي "الغوالم"، والتي تتجاوز هدف اللعب على الصعود، كما يكشف عنه ذلك شراكة نفسه بقوله: "انتدابنا لجبور هو ما أجّل بعث مشروع رياضي متكامل، مبني على أسس حديثة، يؤمن مستقبل مديوني، وسوف لن يقتصر عمل جبور على الإدارة التقنية لفريق الأكابر، بل صلاحياته ستمتد إلى هيكلة الفئات الصغرى التي نوليها أهمية كبيرة". وأبدى شراكة تفاؤلا كبيرا بمستقبل مديوني، وبقدرة التقني جبور في وضع التشكيلة فوق السكة الصحيحة، خاصة أن الرهان على الصعود لا يزال قائما، إذ أن الفارق بين مديوني وصاحب الريادة شباب بن باديس هو سبع نقاط عند الجولة الثالثة عشرة من بطولة القسم الثاني (هواة) للجهة الغربية. وتنتظر زملاء عتي، خرجة محفوفة بالمخاطر إلى ملعب فريق القليعة صاحب الرتبة الرابعة ب24 نقطة، والذي يبتعد عن الرائد بنقطتين فقط. وكانت الرابطة المعنية قد أجلت هذه المواجهة إلى يوم الثلاثاء 19 جانفي القادم، بسبب التزام مديوني بمنافسة كأس الجزائر.