بدأت اضطرابات الوعاء العقلي في الآونة الأخيرة تظهر على شريحة الشباب لعدة أسباب، بعد أن كانت مرتبطة في الماضي بالكهول، حسب فضيلة حاشور مختصة في علم نفس الصحة، التي أشارت إلى أن الأمر يتطلب منا لفت الانتباه إلى الحالة وتكثيف الدراسات حولها بهدف إيجاد حلول علاجية. اتجه اهتمام المختصين في السنوات الأخيرة إلى البحث في الأمراض النفسية المزمنة والعضوية، مثل السرطان، أمراض القلب، الضغط الدموي والسكري وغيرها من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، حسب المختصة النفسانية، ولأن العقل هو المسؤول عن تسيير كل الانفعالات والأعضاء البشرية، كان لابد من الرجوع إلى دراسة مختلف الاضطرابات العقلية، خاصة أن الإحصائيات الصادرة عن المؤسسة الوطنية للصحة العمومية تشير إلى أن هناك 20 ألف حالة تحدث سنويا لمرضى حوادث الوعاء الدماغي، يجري استقبالها على مستوى المصالح الاستعجالية الطبية، هذا المرض، تقول المختصة بشأنه؛ "يؤثر على جميع جوانب شخصية الفرد الجسمية العقلية والنفسية، بالتالي هناك اضطرابات عقلية تظهر على الأفراد، ولتشخيصها وتقييم حدتها على صحة المرضى تم إجراء استبيان يستند إلى معايير وضعتها المنظمة العالمية للصحة والجمعية الأمريكية للطب العقلي من أجل إبراز أهمية هذا المرض، ولفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام به، خاصة أنه بدأ ينتشر في الجزائر ويمس شريحة الشباب تحديدا لأسباب عديدة منها؛ ضغوط الحياة، سوء النظام الغذائي، المشاكل الأسرية وانتشار الأمراض المزمنة التي يصاحبها القلق والتوتر والاكتئاب، الأمر الذي ينعكس سلبا على الأفراد ويظهر في شكل اضطرابات عقلية. لا يزال اضطراب الوعاء العقلي من الأمراض التي يحتاج فيها أفراد المجتمع إلى التوعية والخضوع لبعض الفحوصات وحمل المصابين بمختلف الأمراض المزمنة على ضرورة المراقبة الصحية الدورية، لاسيما أن الأمراض المزمنة تعرف انتشارا كبيرا، إلى جانب التكثيف من مراكز إعادة التربية الصحية، خاصة أن علم نفس الصحة أصبح تخصصا قائما بذاته بعدما تم التخلي عن الفكرة الكلاسيكية التي مفادها أن المختص النفسي يهتم فقط بالعوامل النفسية لمعالجة الحالة، وإنما يجب التوجه إلى الأمراض العضوية التي تخلف عوامل اضطرابات نفسية. وحسب المختصة، وبهدف فهم كل ما يتعلق بمرض الوعاء العقلي، لابد من تسطير برامج التربية الصحية والعلاجية لفائدة المختصين، وكذا عائلات المرضى من أجل تكفل أفضل بهم وتفادي تدهور وضعهم العقلي.