سيتم إطلاق برنامج تحت اسم "دعم شباب تشغيل" عبر ولايات كل من خنشلة، عنابة، وهران وبشار، وذلك بالتنسيق بين وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والاتحاد الأوربي، وهو ما يسمح باقتراح مجموعة من الميكانزمات الجديدة لتوجيه الباحثين عن العمل، إلى التخصصات المنتجة مع تشجيعهم على إنشاء مؤسسات صغيرة.البرنامج الأول من نوعه رُصد له غلاف مالي يقدَّر ب 26 مليون أورو، منها 23 مليون أورو تخص حصة الاتحاد الأوربي، على أن يمتد إلى غاية نهاية 2018 قبل تعميمه على كل ولايات الوطن. وبمناسبة الانتهاء من مرحلة التحضير والتحول إلى العمل الميداني، كشف رئيس ديوان وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد نصر الدين بوقرة أمس، أن الوزارة عازمة على الحد من ظاهرة البطالة التي بلغت 11,5 بالمائة، وذلك من خلال تنسيق العمل مع عدة قطاعات تهتم بالشباب؛ لتوحيد الجهود والسهر على توجيه البطالين إلى القطاعات المنتجة.وأكد بوقرة أن برنامج "شباب شغل" يدخل في إطار عصرنة سياسة التشغيل وإدماج الشباب، مع تشجيع المجتمع المدني على المساهمة في رفع نسبة الوعي لدى طالبي العمل حتى يتوجهوا إلى القطاعات الاقتصادية، ويحرصوا على التربص في مهن جديدة تتماشى وطلبات السوق الاقتصادية.من جهته، أكد المدير العام للتشغيل والإدماج بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد فضيل زايدي، أن الوضعية الاقتصادية التي تعرفها البلاد لم تؤثر على نشاط الوكالات التي تعنى بمجال التوظيف والإدماج؛ من منطلق أن الاقتصاد الوطني سيكون مبنيا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهو النشاط الذي تحاول الوزارة إنعاشه من خلال اقتراح جملة من التسهيلات لحاملي المشاريع، مع إعادة توجيه المتخرجين الجدد من الجامعات والمعاهد من وكالة التشغيل إلى وكالة دعم تشغيل الشباب "أنساج"؛ لمرافقتهم في إنشاء مشاريع مصغرة، تسمح بتوظيف عدد إضافي من البطالين، واقتراح خدمات ترد على طلبات السوق. وبالنظر إلى كون 70 بالمائة من طلبات الشغل تخص فئة الشباب، يقول زايدي، فقد تَقرر اللجوء إلى الخبرة الأوروبية لمرافقة مديريات التشغيل في عملية عصرنة خدماتها، وتنسيق عملها مع مختلف القطاعات الأخرى التي تُعنى بالشباب؛ قصد الإصغاء لانشغالاتهم وتشجيعهم على اكتساب مهارات وحرف تساعدهم على ولوج عالم الشغل. وبخصوص العمل المنتظر بالولايات النموذجية المعنية بالبرنامج، أشارت المكلفة بمشاريع الشراكة ما بين الجزائر والاتحاد الأوروبي السيدة مانويل نافارو، إلى تضمّن البرنامج ثلاثة محاور كبرى، تخص تحسين مناخ توظيف الشباب، وتطوير الشراكة ما بين مختلف القطاعات؛ قصد الخروج بسياسة وطنية موحدة تُعنى بالشباب، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على المشاركة بقوة في تطوير المجتمع. ولبلوغ الأهداف تطرقت نافارو إلى فتح شباك وحيد يسمح للشباب بعرض انشغالاتهم للبحث عن حلول لها، مع تنصيب أقطاب جهوية للمجتمع المدني، الذي يجب أن يكون له دور فعال في مساعدة ومرافقة طالبي العمل على الاندماج في القطاع الاقتصادي. وعن سبب اختيار ولايات كل من خنشلة، وهران، عنابة وبشار لتنفيذ البرنامج الذي رُصد له مبلغ 26 مليون أورو، صرح السيد زايدي ل "المساء" بأن البرنامج سيمس ولايتين ريفيتين وولايتين حضريتين؛ قصد جمع كل المعطيات، والتعرف على طلبات سوق الشغل سواء بالنسبة للباحثين عن العمل أو المهن المطلوبة من طرف المشغّلين، وعلى ضوء هذه المعطيات سيتم اعتماد ورقة طريق جديدة للتشغيل، سيتم اعتمادها عبر كل ولايات الوطن ابتداء من 2019.