أبرز الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح، الدور الكبير الذي لعبه التجار بمختلف تخصصاتهم ونشاطاتهم الحرفية، في إنجاح إضراب الثمانية أيام التاريخي في 28 جانفي 1957 وما ترتّب عنه من نتائج سلبية لسلطات الإدارة الاستعمارية الفرنسية آنذاك، مثمّنا مشاركتهم الفعالة في شن هذا الإضراب، الذي يُعد منعطفا حاسما في تاريخ كفاح الشعب الجزائري. وأكد السيد صويلح في كلمة له خلال إشرافه أول أمس الخميس على فعاليات الاحتفال بالذكرى ال 59 لإضراب الثمانية أيام كيوم وطني للتاجر والحرفي التي جرت بنزل الأوراسي بالعاصمة، بحضور أعضاء وإطارات الأمانة التنفيذية الوطنية والأمناء الولائيين، أكد أن التجار يعود لهم الفضل الكبير في إنجاح هذا الإضراب التاريخي يوم 28 جانفي 1957 بعد التخطيط المحكم له من قبل قيادة جبهة التحرير الوطني، التي اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لإنجاحه وفق الأهداف المسطرة. وأضاف أن كل التجار بدون استثناء، استطاعوا أن يثبتوا من وراء هذا الحدث التاريخي الهام، مدى وحدتهم والتفافهم حول ثورة التحرير المباركة وجبهة التحرير الوطني، كممثل شرعي ووحيد للشعب الجزائري، مشيرا، بالمناسبة، إلى أن تجميدهم النشاط التجاري منذ يوم 28 جانفي 1957 لمدة ثمانية أيام، لم يمنعهم من اتخاذ إجراءات استباقية لرفع الضرر عن العائلات التي تحتاج للمواد الغذائية الضرورية، حيث قاموا بتوزيع المواد الضرورية التي تغطّي أيام الإضراب. واعتبر أن اعتماد يوم هذا الإضراب عيدا وطنيا للتاجر والحرفي يُعد فخرا لهذه الفئة التي ضحّت بالنفس والنفيس أثناء الثورة وبعد الاستقلال، موضحا أن الاتحاد العام للتجار والحرفيين يضع كل ثقته في الحكومة من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية وتداعياتها على الاقتصاد الوطني والتنمية الشاملة، خاصة مع تواصل تدني أسعار البترول بالأسواق العالمية، لاسيما المساعي الرامية إلى إشراك الاتحاد كطرف فاعل في المشاورات الاقتصادية للخروج من الأزمة. ودعا كافة الفلاحين والحرفيين المنخرطين في الاتحاد إلى السير على هذا النهج، والعمل على تشريف هذه المنظمة أكثر كما شرّفها جيل الثورة من المجاهدين والشهداء، مؤكدا أن حجم المسؤولية اليوم أكثر بكثير بالنظر إلى التحديات الاقتصادية التي تهدد الاقتصاد الوطني. وفي الأخير، تم تكريم الضيوف الذين حضروا هذا الحدث، بجوائر وشهادت؛ عرفانا وتقديرا لمجهوداتهم في سبيل ترقية الاتحاد، على غرار قدماء الأمناء المؤسسين. كما تم تكريم رئيس الجمهورية بوسام الشرف، وممثلي الوزير الأول ووزراء الداخلية والتضامن الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء والمنظمة الوطنية للمجاهدين والهلال الأحمر الجزائري.