أغلقت سلطات الدارالبيضاء العاصمة الاقتصادية بالمغرب مقاهي الشيشة بسبب تصاعد الشكاوى منها خلال الأيام الماضية من شهر رمضان الحالي، إزاء تحول بعضها إلى نواد ليلية وأوكار لممارسات غير أخلاقية وإيوائها قاصرين وقاصرات. ويبلغ عدد مقاهي الشيشة في مدينة الدارالبيضاء حوالي 3 آلاف مقهى اعتبرها عالم دين مغربي وصمة عار على المدينة والبلاد، في حين قال عضو في مجلس المدينة إنها وراء ارتفاع نسبة العدوى بداء السل -حسب ما جاء في موقع العربية نت- ويقبل على هذه المقاهي العديد من الشباب والمراهقين ذكورا وإناثا خاصة في الدارالبيضاء والرباط، وتشهد كذلك إقبالا كبيرا من جانب النساء، حيث تُعْرِب زبونة لإحدى مقاهي الشيشة عن شعورها ب"لذة متميزة" أقرب إلى سحر الشرق بنكهات مختلفة يختارها الزبون حسب ذوقه، وتكون الجلسة أكثر "شرقية" حين تجتمع الفتيات حول تدخين "الشيشة" وكل واحدة تحكي عن نفسها أو عند "تبادل النكت والتعاليق المضحكة حول الرجال والزواج وأمور أخرى لا تعرفها سوى النساء" . واعتبر مسؤولون في مجلس المدينة أن المقاهي تحولت إلى "بؤر للفساد" باستمرار أنشطتها المشبوهة إلى حدود الرابعة صباحا، واستبدال "المعسل" بالحشيش، وأكد الداعية المغربي الشيخ عبد الباري الزمزمي، عضو رابطة علماء المغرب ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، ل"العربية. نت" أن قرار الإغلاق يحبذه كل إنسان له شرف ونبل، لأن مقاهي الشيشة تشكل عارا على المدينة وعلى المغرب، وهي وسيلة لإغواء الشباب والقاصرات، ووكر للرذيلة والفساد، فضلا على أن ضررها ثابت علميا، وهو أشد وطأة من السجائر. وقال الزمزمي إن المغاربة كانوا ينتظرون إغلاق مقاهي الشيشة منذ فترة طويلة، وإنه حاول مع آخرين إبراز مخاطر هذا المقاهي وضرورة إغلاقها في اتصالاتهم برؤساء مقاطعات المدينة. وأضاف أن هناك أياد خفية تضغط في اتجاه استمرارية هذه المقاهي وتواجدها رغم الحملات التي تشنها سلطات الدارالبيضاء عليها، في تلميح إلى الحسابات الانتخابية التي تلعب دورا كبيرا في غض الطرف عن كثير من مقاهي الشيشة بالدارالبيضاء. وتمنى العالم المغربي أن يكون إغلاق هذه المقاهي قرارا دائما وحاسما، لا أن تكون "حملة موسمية مرتبطة بشهر رمضان فقط"، فتعود المقاهي لممارسة نشاطها بعد الشهر الفضيل كما كانت وربما أكثر. وقال د.مصطفى الحيا، أستاذ جامعي وعضو مجلس مدينة الدارالبيضاء المكلف بالاتصال، من جهته "إنه كان ينتظر القرار بفارغ الصبر"، حيث ترتبط مقاهي الشيشة بالعديد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية والصحية. وأكد أن عدد المصابين بداء السل بالعدوى ارتفع في بعض مناطق مدينة الدارالبيضاء، جراء استخدام شيشات قام مرضى بتدخينها، مما يجعلها وكرا لتصنيع وتفريخ أمراض معدية أخطرها داء السل. وتفيد إحصائيات حديثة أوردتها وزارة الصحة المغربية أن الدارالبيضاء تحتل المرتبة الأولى بين المدن في المغرب بخصوص انتشار مرض السل، إذ سُجل حوالي 25562 حالة إصابة بالمرض سنة 2007 ، وبلغت نسبة تفشي هذا المرض بين المغاربة كلهم حوالي 82 حالة إصابة بين كل 100 ألف شخص. واستنكر عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء ما يحدث في مقاهي الشيشة بالمدينة، وقال إنها أماكن صارت معروفة بإيوائها لبعض القاصرين والقاصرات وتعاطيهم لتدخين الشيشة في اختلاط مشين، الأمر الذي أثر بشكل كبير على الوضع الأخلاقي، وهو ما تبرزه احتجاجات السكان المتواصلة ضد هذا الصنف من المقاهي.