يحتل شهر رمضان، مكانة متميزة في قلوب التونسيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية والعمرية لما يحمله من أبعاد دينية وروحية سامية، يأتي في مقدمتها التفاف أفراد الأسرة التونسية على مائدة إفطار واحدة، غير أن تزامن هذا الشهر الفضيل مع تواصل العطلة الصيفية للطلبة والتلاميذ جعل السهرات الليلية خارج البيوت تتصدر أولويات الشباب التونسي بحثا عن النسمات الباردة من جهة، وتدخين النرجيلة، والسمر مع الأصدقاء من جهة أخرى لتفسد بذلك متعة الاجتماعات العائلية داخل البيوت والتي كانت في ما مضى السمة المميزة للأسر التونسية مع حلول رمضان. ''الشيشة'' أولا تدخين النرجيلة ''الشيشة'' ولقاء الأصدقاء في المقهى عادة مقدسة لا يمكن الاستغناء عنها في رمضان، لكن تزامن شهر الصيام مع حرارة الصيف جعل الكثير من التونسيين يختارون بعد الإفطار الاتجاه إلى البحر والتجوال على ضفافه لضرب عصفورين بحجر واحد الاستمتاع بالنسمات الباردة وتدخين الشيشة ولعب ''الشكبّة'' الورق بعيدا من القيود الأسرية. وإذا استحوذت المقاهي والسهرات الخارجية على اهتمام الفتيان فإن الأمر قد لا يختلف كثيرا عند الفتيات مع بعض الاحتراز لذلك تجدهن يحسدن الذكور على ذلك الحيز من الراحة والنوم في رمضان، فبينما يغرقون في نومهم خلال الظهيرة تنضم الفتيات إلى المطبخ للمساعدة على تحضير مستلزمات الإفطار، وذلك يتطلب جهدا ومشقة لكنهن طبعا لا يفوتن متعة مشاهدة المسلسلات الرمضانية على الفضائيات العربية وخاصة السلسلة الهزلية ''شوفلي حل'' على قناة تونس.7 وكذلك الخروج لمتابعة فعاليات مهرجان المدينة الرمضاني حيث تقدم هناك أرقى العروض الموسيقية التي تتسم بطابعها الصوفي أو الخروج إلى المقهى أو حتى السهر مع الصديقات والخروج لشراء بعض الحاجيات.