كانت السويعات التي قضيناها رفقة عناصر الدرك الوطني بإقليم دائرة عين ولمان الواقعة بالجهة الجنوبية للولاية، متميزة ففي سهرة رمضانية عشنا خلالها لحظات مع رجال يجبرون على تناول وجبة الفطور خارج ديارهم وبعيدا عن عائلاتهم، رجال يسهرون على أمن المواطن ومحاربة الجريمة بشتى أنواعها، لا يعرف مهامهم إلا من يرافقهم ويقف على ذلك، وفي غالب الأحيان فطورهم مؤجل إلى السهرة، وقد يجمعون بين السحور والفطور كل ذلك من أجل السهر على أمن وسلامة المواطن ومحاربة كل أشكال الجريمة.. عقارب الساعة تشير إلى السادسة زوالا، المكان مقر كتيبة الدرك بعين ولمان، أول شيء رسم مخطط عملية المداهمة والعمل من طرف قائد الكتيبة رفقة قائد فرقة الدرك الوطني، بعد نهاية تقديم التوجيهات بدأت المهمة في حدود الساعة السادسة و20 دقيقة، وجهتنا كانت مباشرة الطريق الوطني رقم 28، لحظات قبل الإفطار لمراقبة مخالفات حوادث المرور وللتصدي لحالات التهريب، خصوصا وأن المنطقة معروفة بالتهريب، لاسيما مادة التبغ المقلد الذي ينتج بهذه المنطقة والسجائر والسيارات المزورة التي لا تخرج إلا في مثل هذه الأوقات التي يعتقد أصحابها أن الطريق آمن وخال من الحواجز الأمنية، جولة عبر الطريق الإجتنابية لعين ولمان ثم التمركز بمدخل المدينة على شكل وضع سد، بقينا هناك إلى غاية آذان المغرب، إلى هذا الوقت عرفت العملية تسجيل عدة مخالفات تختلف حسب طبيعتها السرعة المفرطة وعدم استعمال حزام الأمن، حيث تم سحب 11 رخصة سياقة، وتسجيل 61 غرامة جزافية، كما تم تعريف ل 29 سيارة و22 شخصا. بعد موعد الإفطار بدأت الحركة تدب مجددا بالطرق، وبأمر من قائد الكتيبة بالتنسيق مع قائد الفرقة غادرنا المكان في حدود السابعة والربع والوجهة وفق تحريات مصالح الدرك مكان آخر يكثر فيه الانحراف، وهو أحد أكبر الأحياء ذراع الميعاد ترافقنا في خرجتنا هذه الكلاب المدربة على كشف المخدرات، تحصلت مصالح الدرك على معلومات غير مؤكدة بوجود طاولات للتبغ وكشك للاتجار في المخدرات، ونظرا للوضعية السيئة للأحياء اضطررنا إلى توقيف السيارات أمام مفرزة الحرس البلدي وواصلنا السير مشيا على الأقدام إلى إحدى الطاولات، وبعد عملية التفتيش، لم يعثر على شيء، واصلنا الطريق نحو الكشك، تم تفتيشه جيدا تم العثور على سلاح أبيض محظور (خنجر)، اقتيد صاحبه إلى مقر الدرك، بعدها تم إبلاغنا بوجود شجار عنيف بين عائلتين في حي شرشورة. وبعد وصولنا هناك ابلغنا أحد أفراد الضحية أن شقيقه تعرض للضرب، وأصيب بجروح على مستوى الرأس، استدعت نقله إلى المستشفى، حيث تقدم بعدها الضحية بشكوى لدى مصالح الدرك، الوجهة بعد ذلك حي بعيرة، أحد أكبر الأحياء المعروفة بترويجها للمخدرات، مباشرة عند وصولنا تم توقيف شابين بعد تفتيشهما، تم العثور على قطعة من مادة الكيف المعالج، وثلاثة أقراص مهلوسة، بالإضافة إلى حبوب عبارة عن مؤثرات عقلية وسلاح أبيض، تم اقتيادهما لمقر الفرقة في حدود الساعة الثامنة و40 دقيقة وتم إبلاغنا بوجود حادث مرور بالطريق المؤدي لعين أزال من أجل معاينة الحادث، ليأتي خبر بحادث مرور ثان، وبعد لحظات فقط حادث مرور ثالث، خلفت هذه الحوادث 4 جرحى تم التنقل إليهما جميعا وفتح تحقيقات في الحوادث.. في حدود الساعة العاشرة كانت الوجهة معفر بصالح باي، بعض الأماكن المشبوهة في مجال المخدرات ثم العودة إلى صالح باي وإلى أماكن مشبوهة أيضا لكنها كانت خالية بسبب انشغال أغلبية الشباب بلقاء في كرة القدم، بمنطقة قصر الأبطال شجار بين عائلتين أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بجروح بليغة، الأم وولدها تم نقلهما إلى مصلحة الإنعاش، فيما تعرض الابن الآخر لكسور على مستوى الذراع. وحسب قائد الكتيبة فإن منطقة عين ولمان أصبحت بمثابة ملاذ للخارجين عن القانون خاصة التزوير والتقليد في المنتجات، وكشف في هذا المجال عن حجز مبلغ مالي يقدر بخمسة ملايين سنتيم مزورة وتوقيف ثلاثة أشخاص تم تقديمهم لوكيل الجمهورية الذي وضعهم تحت الرقابة القضائية، وقبل ذلك تم حجز مبلغ مالي ب 25 مليون سنتيم مزورة تم على إثرها توقيف ثلاثة أشخاص تم تقديمهم للعدالة، وأضاف أن مصالح الدرك الوطني وفي ملاحقتها للتهريب والتقليد والتزوير تمكنت من حجز 3000 خرطوشة من سجائر ليجوند بقيمة 100 مليون سنتيم، تم على إثرها توقيف 3 أشخاص أحيلوا على العدالة، كما عرفت عملية ملاحقة المهربين ومحاربة التقليد حجز 19 ألف و270 كيس من مادة الشمة المقلدة بقيمة مالية تفوق 100 مليون سنتيم وتم توقيف ثلاثة أشخاص، كما تم استرجاع ثلاث سيارات مزورة وتوقيف شخص يملك رخصتين للسياقة واحدة مزورة، كان محل بحث صدر في حقه أمران بالتوقيف من قبل.