نوه رئيس برلمان عموم إفريقيا، روجي نكدو دانغ، أمس بالجهود التي تبذلها الجزائر في إطار البعد الإفريقي على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، معربا عن تقديره لقدرة الجزائر على بناء السلم "في زمن التحولات". وأعلن نفس المسؤول من جانب آخر مشاطرة البرلمان الإفريقي لموقف الجزائر بخصوص القضية الصحراوية، مؤكدا دعم الهيئة التشريعية القارية لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وحيا السيد دانغ خلال استقباله من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، دفاع الجزائر عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، معتبرا أن البرلمان الإفريقي ومن ورائه كل الأفارقة الذين حاربوا الاستعمار في وقت سابق "لا يمكن أن يقبلوا ببقاء جزء من القارة تحت أي احتلال آخر". كما أعلن رئيس البرلمان الإفريقي في تصريح للصحافة أن الجزائر والهيئة التي يرأسها تتقاسمان نفس الموقف إزاء مسألة الصحراء الغربية، والمتمثل في الحق في تقرير المصير من خلال تطبيق القانون الدولي. وأشار إلى أن برلمان عموم إفريقيا يدعم اللوائح الأممية، مؤكدا أهمية فسح المجال اليوم "للشرعية الدولية". من جهة أخرى، أبرز السيد دانغ خلال لقائه برئيس المجلس الشعبي الوطني أهمية توقيع الجزائر في جانفي الماضي على البروتوكول المعدل للنص التأسيسي للبرلمان الإفريقي وستصادق عليه وفق الأحكام الواردة في دستورها الجديد، معربا بالمناسبة عن امتنانه للمساهمات المعتبرة للجزائر في تمويل المؤسسات الإفريقية، كما هنأ الشعب الجزائري بالدستور الجديد الذي قال إنه "برهان للجزائر على أنها دولة قانون"، وذلك قبل أن يستفيض بالثناء على التمثيل النسوي في البرلمان الجزائري والذي يعد حسبه، "مفخرة لنساء إفريقيا ولكثير من بلدان العالم". ولدى تطرقه إلى المشاكل التي تعاني منها القارة، أشار السيد دانغ حسبما جاء في بيان للمجلس إلى أن البرلمان الإفريقي يسعى إلى المساهمة في تحقيق الاندماج القاري ومواجهة إشكاليات الطاقة والتغيرات المناخية وتطوير أدوات البحث والتنمية وتكوين الموارد البشرية وتحقيق الاتحاد بين دول القارة جغرافيا ومؤسساتيا واستراتيجيا، مبديا في سياق متصل احترامه العميق لتجربة الجزائر في مجال حماية حقوق الإنسان والحكامة الراشدة "التي يمكن أن تستفيد منها القارة لحل نزاعاتها التي تنتج غالبا عن سوء التسيير والتغيرات الحاصلة في مراحل ما بعد الانتخابات". كما تطرق رئيس برلمان عموم إفريقيا إلى ملف المهاجرين الأفارقة الشباب، حيث أشار إلى أنه اقترح على الجزائر احتضان ندوة حول الشباب الإفريقي، "من شأنها إيجاد حلول للشباب، لاسيما من خلال تنمية الدول الإفريقية والتصنيع واستحداث مناصب الشغل". من جانبه، قدم رئيس المجلس الشعبي الوطني لمحة عن أهم ما تضمنه الدستور الجديد، لاسيما فيما يتعلق بإلغاء كافة أشكال التمييز وخصوصا ضد المرأة، إضافة إلى دعم الحقوق الأساسية للمواطن وتعزيز دور البرلمان وباقي مؤسسات الدولة، مؤكدا حرص الجزائر على "حماية القارة من كل الآفات التي تتهددها، وفي مقدمتها الإرهاب وتجارة المخدرات وذلك من خلال المساعدات اللوجستية التي تقدمها لقوات حفظ السلام الإفريقية". كما أشار ولد خليفة إلى الجهود التي تبذلها الجزائر في محيطها القريب، على غرار مالي وليبيا، لمساعدة هذين البلدين على تخطي أزمتهما الداخلية عن طريق الحوار ودون تدخل في شؤونهما الداخلية، مبرزا موقف الجزائر المدافع عن الحق المشروع للشعب الصحراوي في تقرير مصيره باعتباره حقا غير قابل للتصرف ومنوها في نفس الوقت بجهود الاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي في الدفاع عن هذه القضية العادلة. على صعيد آخر، استعرض رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، مع رئيس البرلمان الافريقي، روجير ندوكو دانغ، وجهات نظر الطرفين حول القضايا المشتركة عموما وتلك المتعلقة بالبرلمان الإفريقي، خصوصا. وأوضح بيان مجلس الأمة، أن السيد دانغ أشاد بالدور الذي لعبته الجزائر ولازالت، من أجل تعميق مفهوم الوحدة الافريقية، ومن أجل الدفع بالمؤسسات القارية نحو مستويات أداء أفضل، خاصة البرلمان الافريقي، "المدعو وفقا لبروتوكول مالابو إلى لعب دور أكبر من أجل ترقية الوحدة والتعاون بين دول القارة". وإذ شكل اللقاء فرصة لاستعراض برنامج العمل المستقبلي للهيئة التشريعية القارية، على ضوء الخبرة الجزائرية، فقد سمح لرئيس مجلس الأمة بتقديم عرض حول "كل المراحل التي عرفتها بلادنا منذ تولي السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئاسة الجمهورية في 1999، انطلاقا من العمل على استرجاع الأمن والاستقرار إلى غاية التعديل الدستوري الأخير الذي خول للبرلمان بغرفتيه صلاحيات أوسع بغرض ضمان التوازن بين السلطات". واستعرض الطرفان طبقا لنفس المصدر، الوضع على المستوى الاقليمي والقاري، خاصة مسألة تصفية الاستعمار في إفريقيا وإنهاء الاحتلال في الصحراء الغربية، احتراما للشرعية الدولية، داعين إلى تكثيف الجهود على مستوى المنابر البرلمانية الدولية للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". للتذكير، فإن رئيس برلمان عموم إفريقيا نكودو دانغ، شرع أول أمس في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم أربعة أيام.