من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي يتصاعد الاهتمام بملف حقوق الإنسان في الصحراء الغربية الذي أصبح يقلق الرباط أكثر فأكثر خاصة في ظل استمرار التقارير الحقوقية المنددة بالخروقات المغربية في هذا المجال. وسيعقد الكونغرس الأمريكي يوم الاربعاء القادم جلسة استماع حول الصحراء الغربية تخصص أساسا لبحث وضعية حقوق الإنسان في الإقليم المحتل. وتنظم الجلسة لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس المعروفة باسم "توم لانتوس" والتي تضم 92 نائبا عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري ويترأسها مناصفة كل من النائب الجمهوري جوزيف بيتس والديمقراطي جيمس ماك غوفرن. ومهمتها مراقبة مدى التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية في الدفاع عن حقوق الإنسان وترقية المقايس الدولية في هذا المجال وفق ما ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل القوانين الدولية الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان. وتعد هذه المرة الاولى في تاريخ الكونغرس الأمريكي يقرر فيها تنظيم جلسة استماع لهذه اللجنة تخصص لوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. يتم خلالها تقديم وثيقة تؤكد الحاجة الماسة لاحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وضرورة توسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة من اجل تنظيم استفتاء "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الإقليم المحتل إضافة الى التطرق الى تقرير الأمين العام الاممي حول الصحراء الغربية الذي سيرفعه الى مجلس الأمن الدولي الشهر القادم. وبالموازاة مع عقد هذه الجلسة بالكونغرس دعا برلمانيون أوروبيون الاتحاد الأوروبي إلى "اتخاذ الإجراءات الضرورية" لحماية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وضمان حقوقهم بالنظر إلى استمرار انتهاكات حقوق الإنسان. وجاء ذلك في سؤال مكتوب وجهته بالوما لوبيز نائب بالبرلمان الأوروبي لرئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي فريديريكا موغريني نددت من خلاله بمنع السلطات المغربية الحقوقي الصحراوي علي سالم تامك من مواصلة دراساته العليا. وتساءلت لوبيز حول "الإجراءات الواجب اتخاذها لوضع حد لهذه الحالة الجديدة من "القمع السياسي". كما تأسفت النائب الأوروبي عن استمرار السلطات المغربية في مضايقة النشطاء الصحراويين ومنعهم من مغادرة الإقليم المحتل والمشاركة في مظاهرات في الخارج. وطالبت بالإفراج الفوري عن سجناء الرأي الصحراوين المعتقلين في السجون المغربية بسبب موقفهم المؤيد لقضية شعبهم العادلة. ويأتي ذلك في وقت حثّ فيه محمد سيداتي الوزير الصحراوي المنتدب من اجل أوروبا امس قناة الأخبار المتواصلة "اورو نيوز" إلى الانسحاب من عملية دعم تنظيم دورة 2016 "لمنتدى كرانس مونتانا" في مدينة الداخلة المحتلة. واستنكر سيداتي قرار جون بول كارترون مدير "منتدى كرانس مونتانا" بتنظيم المنتدى بالداخلة للسنة الثانية على التوالي مؤكدا لمسؤولي "اورونيوز" أن مدينة "الداخلة موجودة في الحقيقة بالصحراء الغربية التي تعتبر تراب يحتله المغرب بغير حق وهو محل مسار جاري لتصفية الاستعمار تحت رعاية الأممالمتحدة". وذكر في هذا السياق أن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون جدد التأكيد مؤخرا بأن مسألة الصحراء الغربية هي "مسألة تصفية استعمار محضة" والشعب الصحراوي وحده القادر على تقرير وضعه من خلال ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير.