أكّد السيد الهادي ولد علي أمس، من تيزي وزو، أنّه لم تعد هناك ضرورة وداع لتنظيم مسيرة 20 أفريلتخليدا لذكرى "الربيع الأمازيغي"، موضّحا أنّه بعدما تجسّدت المطالب التي ناضل من أجلها العديد من رجال الثقافة، الفن والآداب قبل وأثناء وكذلك بعد 1980 من خلال ترسيم اللغةالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، يلغي دوافع المسيرة، مؤكدا على أنّ النضال متواصل لترقية وتطوير اللغة والذي يقف على عاتق الجامعة لكونها منبع المعرفة. وأضاف وزير الشبيبة والرياضة على أمواج إذاعة تيزي وزو أنّ الذكرى السادسة والثلاثين للربيع الأمازيغي، هو كذلك ربيع كلّ الجزائريين، والاحتفالات هذه السنة ستكون مختلفة بعد تجسيد مطالب المناضلين من أجل القضية الأمازيغية المتعلقة بالاعتراف باللغة كلغة وطنية ورسمية، قائلا: "بلغوا هدفهم اليوم وتمّ ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية في الدستور وأصبحت للغة والهوية الأمازيغية مكانة في الجزائر".وقال السيد ولد علي، إنّ الذكرى فرصة لتخليد وتكريم كلّ من ناضلوا من أجل ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية، مشيرا إلى جهود رئيس الجمهورية في تحقيق هذه المطالب التي حرص منذ وصوله إلى السلطة على إعطاء قيمة لهذه اللغة، قائلا "قام رئيس الجمهورية منذ وصوله إلى السلطة بإصلاح ظلم تاريخي وتطوير أكثر للقضية الأمازيغية والذي تجسّد بدءا من خلق أكاديمية للغة الأمازيغية ثم إدراجها في المنظومة التربوية ليأتي المطلب الحاسم بترسيم اللغة"، داعيا إلى استغلال هذه الخطوة في نسج روابط الأخوة بين الشعب الجزائري ووحدته. وشدّد ولد علي على ضرورة حماية وحدة البلاد، حيث قال إنّ بلادنا محاطة بأجيج النار بسبب ما يحدث في الدول المجاورة من ليبيا وتونس وغيرها، كما أنّ موقف الجزائر إزاء الصحراء الغربية وليبيا يزعج عدة جهات، داعيا المواطنين إلى اليقظة وعدم الانسياق وراء التحرّش قائلا: "استقرار الوطن يزعج"، ما يتطلّب الحذر والوعي لمواجهة دعاة تفرقة الوطن، قائلا: "الجزائر بلد موحّد وشعب موحّد، ويجب أن نسير على درب الشهداء الذين ناضلوا من أجل وطن واحد وشعب واحد"، مطمئنا في نفس الوقت بأنّ الجزائريين لا يريدون تقسيم الجزائرقائلا : "الشعب يريد أن يعيش في سلام وصفاء بجزائر موحدة لا تتجزأ". وذكر الوزير، بأنّ تاريخ 20 أفريل 1980 كان دائما يحيا في إطار الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنّ "هذا التاريخ الذي يكسو هذه السنة طابعا خاصا وذلك من خلال ترسيم الأمازيغية، يجب أن يكون موحّدا"، حيث قال ولد علي الذي كان أقدم عنصر ضمن الحركة الثقافية البربرية "أم .سي.بي"، إن ترسيم الأمازيغية أزعج العديد من الأطراف، ما يتطلّب الاحتفال ب 20 أفريل في إطار "الوحدة الوطنية" بغية سد الطريق أمام من يسعى للتفرقة وسط المواطنين، حيث قال "يجب جعل هذا التاريخ لحظة احتفال، وحدة وابتهاج بطريقة تجعل هذا الرمز حدثا يخدم مصلحة البلاد". ودعا الوزير شباب تيزي وزو إلى عدم نسيان ما عاشته الجزائر خلال العشرية السوداء ومختلف الأحداث التي زعزعت استقرار البلاد، مؤكّدا على أنه يجب اعتبار احتفال 20 أفريل ذكرى لكلّ من ناضل من أجل ترسيم اللغة الأمازيغية من ضحايا الربيع الأسود 2001 الذين بفضل تضحياتهم أصبحت اللغة رسمية ووطنية، كما يجب أن تكون ذكرى لكلّ من اغتاله أيادي الإرهاب من الفنانين، الصحافيين، رجال الثقافة وغيرهم، محذرا من عودة الخلافات إلى المنطقة التي قال إنّها بحاجة لخلق فرص الشغل، فتح مجال للاستثمار، إنجاز مشاريع في قطاعات مختلفة لاستدراك التأخر، وتحقيق الأمن مضيفا "الشباب بحاجة للعيش".