تشرف منظمة المرأة العربية من الثالث إلى الخامس ماي الجاري بالقاهرة، على عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى حول قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية. المؤتمر الذي ينظم بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، سيكون فرصة لطرح المشاكل التي أصبحت تجرها قضية اللجوء وآثارها السلبية على النساء والأطفال، على خلفية الحروب والنزاعات التي تشهدها المنطقة العربية. وسيشهد المؤتمر تقديم تقرير أعدته منظمة المرأة العربية بدعم مالي من هيئة الأممالمتحدة للمرأة، تناول أوضاع اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية، انطلاقا من واقع الزيارات الحية والبيانات الحكومية الموثقة، وذلك تحت عنوان "وضع اللاجئات والنازحات في الدول العربية: المرأة في خضم الصراعات". وكان وفد عن المنظمة قد قام بجولة مكثفة لمدة عشرة أيام من شهر سبتمبر 2015، بمعسكرات ومناطق تمركز اللاجئين والنازحين في أربع دول عربية، هي لبنان والأردن والعراق ومصر. واستهدفت هذه الجولة التي تمت بدعم من هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، رصد أوضاع ومشاكل اللاجئات والنازحات، من خلال إجراء أحاديث مع اللاجئات من جهة، ومسؤولي حكومات الدول المضيفة من جهة أخرى، الذين تحدّثوا عن جهودهم والتحديات التي يواجهونها في استضافة اللاجئين على أراضيهم، إضافة إلى مسؤولي الجهات الأممية الناشطة في خدمة اللاجئين، وعلى رأسها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهيئة الأممالمتحدة للمساواة، وتمكين المرأة وبرنامج الغذاء العالمي واليونسيف ومكتب الأممالمتحدة للسكان وغيرها. وحسب بيان المنظمة، فإنه تم من خلال هذه الجولة، ملاحظة أن مشاكل اللاجئات لا تفصل عن تلك التي يعانيها اللاجئون بوجه عام في المنطقة، كما أن انخفاض الدعم الدولي الموجه للقضية والذي وصل إلى أدنى مستوياته عام 2015، أفرز أوضاعًا إنسانية شديدة التردي، حيث أصبح اللاجئون في افتقار شديد إلى الخدمات، خاصة الصحة والتعليم والغذاء، فضلا عما يواجهونه من مشاكل قانونية وأمنية مختلفة. وسيتناول المؤتمر بالنقاش خمسة محاور، هي "الإطار العام لأزمة النازحات / اللاجئات في المنطقة العربية"، "خبرات استضافة اللاجئات/النازحات في المنطقة والتعامل مع المشكلات القانونية والإنسانية"،" اللاجئات / النازحات: الواقع المعاش والدور الإقليمي والدولي"، " دور الإعلام العربي في مواجهة أزمة اللاجئات/النازحات"، " تمويل أزمة اللجوء/النزوح / في المنطقة العربية". ويُرتقب أن يخرج المؤتمر بعدد من التوصيات المحددة والقابلة للتنفيذ بشأن احتواء أزمة اللجوء/النزوح العربية من الناحيتين القانونية والإنسانية، لتُعرض على القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول خلال الشهر الجاري. كما تدرَج ضمن مناقشات القمة الأممية بشأن اللجوء والهجرة التي ستُعقد خلال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2016. وعلى الهامش، سيتم تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية التي تسجل معاناة اللاجئين والنازحين، وآخر لبعض المنتجات اليدوية للاجئات سوريات في مصر. يُذكر أن قضية اللاجئين عرفت تطورات خطيرة لاسيما بعد انتشار صورة الطفل السوري الغارق في البحر، وهو ما أدى إلى موجة عالمية للتضامن والوعي بمأساة اللجوء، التي سرعان ما تراجعت لاسيما في الدول الأوروبية، فيما تبقى العديد من الدول العربية ومنها الجزائر التي تستقبل مئات العائلات اللاجئة من سوريا وبلدان إفريقية، فضلا عن احتضانها أحد أهم مخيمات اللاجئين في العالم، والذي يأوي جزءا من الشعب الصحراوي الذي ينتظر حلا عادلا لقضيته. واتُّهمت الدول العربية بعدم تقديمها يد العون للاجئين بالرغم من الجهود الكبيرة التي قُدمت في هذا المجال، والتي لم يتم إبرازها بالشكل الكافي، وهو ما سيعمل المؤتمر على إيصاله للرأي العالمي من خلال الأرقام التي ستوضح الكم الهائل للاجئين في هذه الدول، فضلا عن عمله على تجديد الوعي بأهمية الالتفاف إلى هذه الفئات التي تعاني الأمرّين.