تمكن فريق مولودية الجزائر من تعزيز خزائنه باللقب الثامن في تاريخه في منافسة كأس الجمهورية، عقب تفوقه مساء أمس على جاره نصر حسين داي بهدف دون رد، سجله اللاعب عبد الرحمن حشود، في مباراة النهائي التي أقيمت على أرضية ميدان ملعب 5 جويلية الاولمبي بحضور جماهيري غفير من كلا الفريقين. وبالتطرق إلى حيثيات هذا الداربي العاصمي، فإن المرحلة الأولى منه لم ترق إلى المستوى المطلوب، حيث انحصر اللعب في وسط الميدان بين عناصر التشكيلتين، مع ضغط متوسط من جانب مولودية الجزائر، الذي رمى لاعبوه بكل ثقلهم نحو الهجوم من أجل الوصول إلى شباك الحارس بوصوف، لكن الفرص الهجومية لرفقاء اللاعب مقداد لم تترجم إلى أهداف حقيقية. وكاد مهاجم نصر حسين داي أحمد قاسمي أن يحبس الأنفاس بعد أن انفرد بالحارس فوزي شاوشي في الدقيقة ال17 بعد تلقيه تمريرة خاطئة من المدافع بشيري لحارسه، لكن شاوشي أنقذ مرماه بأعجوبة من هدف محقق، وهي أول فرصة حقيقية للنصرية في هذه المباراة. هذه اللقطة أجبرت لاعبي المولودية على التركيز جيدا فوق الميدان، وتعزيز فرصهم الهجومية، حيث حاول اللاعب عواج في الدقيقة (23) مباغتة حارس النصرية بوصوف بقذفة من خارج منطقة العمليات، لكن كرته جانبت بقليل القائم الأيسر لمرمى نصر حسين داي، لتكون آخر فرصة للعميد في الشوط الأول قبل أن يعلن الحكم بنوزة نهايته بنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين العاصميين. وفي المرحلة الثانية كثف الفريقان من حملاتهما الهجومية، حيث حاول كل جانب تطبيق النصائح التي قدمت له من طرف مدربه، مع اللعب بنفس العزيمة وبإرادة أكبر، مع الاعتماد في العديد من المناسبات على القذفات البعيدة والكرات الثابتة أيضا، غير أن غياب الفعالية والتركيز أمام المرمى حال دون فتح باب التسجيل لأي من الفريقين. وأمام هذا الأمر، وجد مدرب النصرية يوسف بوزيدي نفسه مجبرا على إحداث تغيير على مستوى فريقه، بعدما قام بإشراك اللاعب مبينغي مكان زميله بن علجية في الدقيقة 79، سعيا منه لتعزيز القاطرة الأمامية أكثر وبعث نفس جديد في التشكيلة، خاصة وأن اللاعب مبينغي معروف بتحركاته وتوغلاته السريعة، في حين أن مدرب المولودية لطفي عمروش لم يلجأء لإجراء أي تغيير في هذه الفترة من المباراة، مفضلا الاحتفاظ بنفس العناصر ومواصلة وضع ثقته فيهم، حتى يتمكنوا من فك شيفرة مرمى فريق نصر حسين داي. وانتظر أنصار المولودية إلى غاية الدقيقة 82، حيث تمكن المتألق عبد الرحمان حشود من افتتاح باب التهديف عن طريق قذفة صاروخية من على بعد 20 مترا، لم يحرك لها حارس النصرية خير الدين بوصوف ساكنا، ليحرر الآلاف من أنصار العميد الذين سجلوا حضورهم بقوة في مدرجات ملعب 5 جويلية الاولمبي. وعقب هذا الهدف، قام مدرب مولودية الجزائر لطفي عمروش بإحداث تغييرين، حيث دخل اللاعب بوشريط مكان زميله عواج في الدقيقة 87، كما لعب بوهنة في مكان زميله بشيري في الدقيقة 89، من أجل غلق المنافذ أمام لاعبي النصرية الذين كثفوا من محاولاتهم للعودة في النتيجة خلال الدقائق الأخير من زمن هذا النهائي، لينتهي بتفوق المولودية بهدف وحيد مكن رفاق الحارس فوزي شاوشي من ضمان اللقب لصالحهم. وتجد الإشارة الى أن هذه الكأس هي الثامنة في مشوار العميد، الذي يلتحق بكل من فريقي اتحاد العاصمة ووفاق سطيف في عدد التتويجات بلقب كأس الجمهورية، في حين أن الحظ لم يبتسم للمدرسة الكروية للنصرية، التي كان يحلم لاعبوها في تكرار انجاز ما حققه جيل عام 1979، و هي آخر سنة رفع فيها نصر حسين داي كاس الجمهورية. البطاقة الفنية: ملعب 5 جويلية الأولمبي- طقس معتدل - جو غائم - أرضية في حالة جيدة- جمهور غفير جدا. تحكيم: محمد بنوزة بمساعدة عبد الحق إيتشيعلي ومقران قوراري. الحكم الرابع: فاروق حواسنية الهدف: مولودية الجزائر: حشود في دقيقة (82) الإنذارات: مولودية الجزائر: قاسم مهدي (35)، حشود (81) نصر حسين داي: صديقي (62) التشكيلتان: مولودية الجزائر: شاوشي (قائد) - حشود - زغدان - بشيري (ثم بوهنة 89) - دمو - قراوي- قاسم مهدي - مقداد - عواج (ثم بوشريط 87) - درارجة - قورمي. المدرب: لطفي عمروش. نصر حسين داي: بوصوف - غازي - هريدة - زدام - وعلي - بن دبكة (قائد)- صديقي - أوحدة- بن علجية (ثم مبينغي 80) - قاسمي - شوباني. المدرب: يوسف بوزيدي. تصريحات المدربين: لطفي عمروش (مدرب مولودية الجزائر): «المباراة كانت جد صعبة. هذه مباراة كاس بين فريقين يعرفان بعضهما البعض. استطعنا استغلال فرصة مواتية، وحيدة أتيحت لنا. كيف يمكن لنا أن لا نكون سعداء وأدخلنا الفرحة والسرور على قلوب جمهور المولودية العريض سواء هنا في ملعب 5 جويلية أو الذين لم يسعفهم الحظ للتنقل إلى الملعب. أهنئ نصر حسين داي التي أدت مباراة في المستوى وأتمنى لها مستقبلا زاهرا". يوسف بوزيدي (مدرب نصر حسين داي): انهزمنا في المباراة في الشوط الأول. لم نتمكن من تجسيد لقطتين من ذهب، أتيحت لنا، بينما المولودية استطاعت فعل ذلك في فرصة واحدة. تلقت شباكنا هدفا في وقت صعب. اليوم أقول أن الحظ صنع الفارق في نهائي واحد حيث سادت الروح الرياضية وهو الأهم . لا أقول لمناصري النصرية أنه ليس من حقكم أن يخيب ظنكم، لكن أقول لهم فقط أن اللاعبين بذلوا الكثير". بلال دزيري (مساعد مدرب النصرية): التعثر في نهائي كاس الجزائر بهذه الطريقة يعد خيبة آمل كبيرة بالنسبة لنا (لاعبون، طاقم فني وخاصة المناصرين). لكن هذه ليست نهاية الفريق. ينبغي مواصلة العمل والموسم لم ينته بعد وسنقوم بإجراء حصيلة بعد ذلك." تصريحات: عمر بتروني، لاعب دولي سابق: لاعبو العميد كانوا أحسن في الجانب البدني قال اللاعب الدولي السابق عمر بتروني في تصريح ل"المساء" أن نهائي هذا الموسم بين مولودية الجزائر ونصر حسين داي لم يتميز بعروض كروية جميلة، وأن الغلبة فيه كانت للجانبين البدني والتكتيكي، وأضاف بتروني "كنت أنتظر تفوق فريق النصربة بدنيا، لكني تفاجأت فعلا بالاندفاع البدني الكبير من لاعبي فريق العميد الذين كانوا أحسن من منافسيهم في الكرات الفردية وفي السيطرة على الكرة، مما مكنهم من كبح جموح فريق النصرية الذي عودنا على التنظيم الجيد وسرعة التنفيذ. أظن أن مدرب مولودية الجزائر لطفي عمروش أدرك جيدا ما يجب أن يفعله لإرباك فريق النصرية وقد نجح في مهمته من حيث أن اللاعبين طبقوا تعليماته في ما يتعلق بعدم ترك مساحات فارغة للخصم الذي تعذر عليه اللعب بطريقته المعتادة لا سيما وأن دفاع العميد ضرب طوقا جيدا على أخطر مهاجمي النصرية أوحدة وقاسمي الذين لم تصلهما كرات كثيرة، كما أن خط هجوم المولودية تحرك جيدا وعلق بعض الفرص للتسجيل ، لكن أظن أن اللاعب عبد الرحمان حشود بحث فعلا الطريقة التي يمكن تسجيل بها الأهداف وقد كانت قذفته القوية محكمة لم يتمكن فيها الحارس بوصوف من صد الكرة". لكن بالنسبة لعمر بتروني، المباراة كانت متكافئة، مشيرا إلى أن فريق مولودية الجزائر استطاع بفضل هذا التتويج أن ينقذ مسيرته الضعيفة في البطولة، وهذا أهم شيء بالنسبة للاعبيه ومسيريه أضاف محدثنا. صفيان بن دبكة (وسط ميدان نصر حسين داي): «أنا آسف لمناصرينا الذين تنقلوا بقوة إلى ملعب 5 جويلية. الحظ لم يكن معنا أمام مولودية الجزائر التي ترجمت نصف فرصة إلى هدف. يتعين علينا نسيان هذا النهائي والتركيز على ما تبقى من البطولة." خير الدين بوصوف ( حارس مرمى النصرية): أهنئ المولودية لتتويجها الثامن بالكأس. كانوا أكثر واقعية منا. نحن من منحناهم الفرصة للفوز بالكأس. أعتذر لمناصري النصرية." عبد الرحمان حشود ( مدافع المولودية): « لم أجد الكلمات المعبرة عن فرحتي. أنا متأثر للتتويج بالكأس الثانية مع المولودية. أهدي السيدة الكأس إلى كل المناصرين الذين دعمونا خلال الموسم كله". سيد أحمد عواج (مهاجم المولودية): «أولا، أتقدم بالشكر للمناصرين الذين ساندونا دوما ووقفوا بجانبنا. هذه هدية لهم، لنسيان المشوار المتذبذب في البطولة." مهدي قاسم: «كنا حارصين على افتكاك الكأس بعد المشوار الذي أديناه في البطولة. نستحق فعلا الفوز بهذا النهائي. أنها فرحة لا توصف". محفوظ قرباج ل "المساء": الروح الرياضية انتصرت قال رئيس الرابطة الوطنية الاحترافية في تصريح ل«المساء" عقب انتصار فريق مولودية الجزائر على نصر حسبن داي أن الشيء الجميل الذي ميز نهائي كأس الجزائر لهذا الموسم هو الروح الرياضية التي سادت في الميدان وفي المدرجات، حيث أوضح محدثنا قائلا "أهنيء فريق مولودية الجزائر على تتويجها بكأس الجمهورية بالرغم من أن مستوى المباراة كان متوسطا، لكنه استحق الانتصار، ولا أنسى أن أشكر أيضا فريق نصر حسين داي الذي أدى هو الآخر مباراة قوية ولو أنه لم يلعب كالمعتاد، لكن الذي أراحني كثيرا هو تحلي كل اللاعبين بالروح الرياضية وهم مشكورون على هذا التصرف الحضاري لأنصار الفريقين، حيث سادت مدرجات ملعب 5 جويلية روح رياضية مثالية وهذا يدل على الوعي المتواجد في صفوف المشجعين لنبذ العنف بكل أشكاله، وقد شاهدت كيف أن أنصار فريق حسين داي تقبلوا هزيمة فريقهم في هذا النهائي، حيث خرجوا من الملعب في هدوء تام. على العموم هذا النهائي كان فعلا عرسا كرويا كبيرا من حيث الروح الرياضية". أنصار وعشّاق العميد عاشوا ليلة بيضاء أطلق أنصار وعشاق فريق مولودية الجزائر العنان للهتافات والأهازيج والأفراح مباشرة عقب إعلان حكم نهائي كأس الجمهورية محمد بنوزة، عن نهاية المواجهة التي جمعت ناديهم المحبوب أمام الجار نصر حسين داي أمس. وانطلقت الاحتفالات مباشرة من ملعب 5 جويلية الاولمبي، حيث جابت مواكب السيارات طريقها بين مختلف الأحياء في العاصمة، سواء في باب الوادي أو القصبة أو البريد المركزي وغيرها، متزينة بألوان ورايات النادي العاصمي، حيث عبرت جماهير عميد الأندية الجزائرية عن فرحتها الكبيرة، وقضت ليلة بيضاء احتفالا بالتتويج الثامن لفريقها في منافسة كأس الجمهورية، وعلى وجه الخصوص في أحياء باب الوادي والقصبة وسوسطارة وأغلب أحياء الجزائر العاصمة. ومن المنتظر أن تتواصل الأفراح والأهازيج طيلة الأسبوع، حيث ينتظر أن تزور السيدة الكأس جل معاقل العميد اليوم رفقة عناصر الفريق، من أجل تقاسم فرحة التتويج باللقب الثامن مع عشّاق المولودية.