يستعد قسم العلوم الإنسانية بجامعة بسكرة لاحتضان مؤتمر "النشاط الثقافي والعلمي وإسهامه في التنشئة الحضارية للمجتمع، قراءات في التجربة الجزائرية"، من تنظيم جمعية "الروافد الثقافية" بالتعاون مع وحدة البحث "الصحراء الشرقية الجزائرية خلال الفترة الحديثة والمعاصرة 1518-1962، دراسة تاريخية وحضارية". يسعى هذا الملتقى لمحاولة تقييم مناخ التأثير والتنمية المقدمة من خلال النشاط الثقافي وتنوعاته شكلا ومضمونا، في بناء المجتمع الجزائري وتنشئته حضاريا وعلميا. وينطلق من فكرة أنّ النشاط الثقافي باختلاف أنواعه وموضوعاته بحد ذاته، يشكّل هدفا للدولة الجزائرية بمكوناتها السياسية والاجتماعية. كان دافعه القيمة المضافة التي يمكن أن تمدها هذه النشاطات، دفعا للتنمية الثقافية والإنسانية والحضارية للمجتمع الجزائري بأسره، وبتنوعاته العرقية والتاريخية واللغوية، وكذا في تنوعه الفكري والحضاري. وأضاف المنظمون في تقديمهم للملتقى، أنّ النشاط الثقافي وسيلة هامة للتأقلم ومتطلّبات التكيّف مع المستجدات في شتى مناحي الحياة، فضلا عن كون العلم الاجتماعي يبحث في كيفية الانتفاع من الحقائق النظرية والقوانين الاجتماعية في رسم السياسات التنموية والبرامج من منظور دائما اجتماعي، جماعيا كان أو فرديا، من هنا، فإنّ دور الفعاليات الثقافية والعلمية لا ينحصر في الدراسات النظرية، وإنما يمتد إلى المساهمة في بناء المجتمع، بنية حضارة ونمو، من خلال التأثير و/ أو التأقلم والبيئة الاقتصادية، الثقافية والسياسية، وكذا المنحى الحضاري التقدّمي للمجتمعات. وتشير ديباجة الملتقى إلى أنّ التاريخ لا يخفي علينا تجربة التنشئة الحضارية للنشاط الثقافي الذي أدته الكتاتيب والزوايا والنشاط الاجتماعي، الذي فسرته العادات والتقاليد إبان الفترة الاستعمارية في حماية الجزائر العربية المسلمة من الانفكاك عن هويتها. وعبّرت الحصص والخطابات الإذاعية في حشد المزيد من الاقتناع والتجند لدى شباب الجزائر لمواجهة المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية. والملتقى المؤمل تنظيمه يرمي بالأساس إلى غاية تقييم ما أُنجز والمطلوب من نشاط ثقافي ومدى تجاوبه مع الاهتمامات الاجتماعية كافة، ومدى تجانسها مع البناء العام لمفهوم الدولة وعلاقتها بالمجتمع الجزائري وعلاقته بها.