دعا وزير المجاهدين، السيد الطيب زيتوني، رجال الإعلام والصحافيين وكافة المشتغلين بالقطاع بصفة عامة إلى مواصلة المسيرة الاعلامية التي جسّدها شهداء إعلام ثورة التحرير المجيدة في سبيل تحرير الوطن ومحاربة الاستعمار، من خلال تقديم خدمة إعلامية موضوعية تهدف للحفاظ على ثوابت الأمة وتدوين التاريخ والاستمرار في الجهود الجماعية في إطار مسيرة البناء والتشييد وتعزيز الديمقراطية. وأوضح السيد زيتوني، أمس، في كلمة له خلال إشرافه بالمتحف الوطني للمجاهد بالعاصمة على فعاليات ندوة تناولت موضوع: "دور الإعلام في الجزائر في مرحلتي التحرير والبناء"، بحضور وزير الاعلام الأسبق، محيي الدين عميمور، وبعض المجاهدين وممثلين عن أسلاك الدرك الوطني والشرطة والجمارك، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف ل03 ماي من كل سنة، أنه يتعيّن على الصحافيين والإعلاميين اليوم أن يلعبوا دورا رياديا في مجال الدفاع عن الثوابت الوطنية للأمة، والمستكشف لتاريخها الثوري ضد الاستعمار الفرنسي من خلال تدوين وكتابة شهادات المجاهدين والبحث عن الأرشيف باعتباره ذاكرة الأمة. وأضاف المتحدث في هذا الإطار، أن هذه المناسبة تعد محطة خالدة لاستذكار أرواح الشهداء ومجاهدي التحرير والبناء من صحافيين وإعلاميين نالوا شرف الشهادة في سبيل الوطن، ونذروا حياتهم على درب التمسّك بالمبادئ والقيم النبيلة لرسالة الاعلام الواعي والهادف، مؤكدا "إننا اليوم نقف وقفة إجلال وعرفان وإكبار أمام عظمة أولئك الذين صنعوا مجد الاعلام والصحافة الجزائرية، ودوّن التاريخ أسماءهم بأحرف من نور، فكانوا الصوت الذي حاول الاستعمار الفرنسي كتمه والكلمة التي أراد لها أن لا تصل إلى القارئ، فكان الصحافي بريشته والمذيع بصوته المجلجل سندا ودعما لمجاهد البندقية في جبهات القتال". وأضاف في السياق، أن الصحافة كانت تنقل أخبار الثورة وانتصاراتها في الآفاق وتمكنّت من كسر الطوق المفروض على تطلّع الشعب الجزائري للاستقلال والحرية وسفّهت الدعاية التضليلية للقوات الاستعمارية وسلطات الاحتلال. كما اغتنم الوزير الفرصة بالمناسبة ليهنئ الأسرة الاعلامية بالمكاسب الدستورية المحققة التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، خاصة فيما يتعلق بعدم إخضاع جنحة الصحافة للعقوبات السالبة للحرية وضمان حرية التعبير في إطار القانون واحترام ثوابت الأمة وقيمها الدينية والأخلاقية والثقافية. واعتبر هذه المكتسبات الهامة مكسبا سياسيا يتيح لنا أن نخوض اليوم شوطا جديدا على درب تعزيز الديمقراطية، وترسيخ بناء ركائز هويتنا ورسم نموذجنا التنموي. وأمام هذه التضحيات، يقول الوزير: "فقد أفرد رئيس الجمهورية سنة 2013 يوما وطنيا للصحافة المصادف ل22 أكتوبر من كل سنة تخليدا لتاريخ صدور أول عدد من جريدة المقاومة الجزائرية في 22 أكتوبر 1955 الناطقة باسم جبهة التحرير الوطني.."، منوّها بالمناسبة بما تحقّق من تطوّر في ميدان الاعلام الذي نالت فيه المرأة مكانتها بما أثبتته من جدارة في هذا المجال. ومن جهته، ثمّن وزير الاعلام الأسبق محي الدين عميمور في تدخل له الجهود الجبارة التي بذلها رجال الاعلام والصحافيون منذ ثورة التحرير المجيدة الى ما بعد الاستقلال، معتبرا أن فترة التعديدية الحزبية التي عرفتها الجزائر سنة 1989 ساهمت بشكل كبير في بلورة ممارسة إعلامية متنوعة وهادفة تسعى لتلبية جميع أذواق المجتمع وهو ما يؤكده بوضوح الزخم الكبير للجرائد والقنوات الاذاعية الخاصة التي عزّزت الساحة الاعلامية، داعيا الى ضرورة تبني إعلام هادف ومنطقي متشبع بروح المسؤولية وبعيد عن القذف والتجريح والمغالطة. المجاهد عبد القادر نور قدم شهادات تاريخية حيّة عن الصحافيين الذين صنعوا إعلام الثورة المجيدة بما فيها إذاعة صوت العرب التي كانت تشيد ببطولات جيش التحرير الوطني في عملياته ضد الاستعمار الفرنسي، مشيدا في نفس الوقت بالدعم الكبير الذي تلقته الجزائر في تلك الفترة من الدول العربية بما فيها مصر (القاهرة) التي احتضنت مقر الاذاعة وسوريا ولبنان. إلى جانب المجلات والجرائد التي كانت تصدر في تلك الفترة.