أبدى الدكتور محمد بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء صرامة كبيرة في تعليقه على أمر توصل البيولوجي توفيق زعيبط لاختراع دواء يحد من مضاعفات السكري، وقال بقاط بركاني إن "صحة الإنسان لا يسمح بالتلاعب بها"، فلاختراع دواء ما لا بد من المرور عبر صيرورة صارمة لسنوات طوال تمر عبر التجربة على الحيوانات ثم مرضى متطوعين تحت إشراف رؤساء مصالح، ناهيك عن افتقار الجزائر للأدوات اللازمة ضمن مخابر بمقاييس جد صارمة حتى يتم التسليم بإيجاد دواء ما. يمر الدواء قبل وصوله إلى يد المريض عبر مراحل عديدة تبدأ بمرحلة الاختبار على الحيوانات وصولا إلى تجربته على مرضى متطوعين تحت إشراف رؤساء مصالح مختصين في هذا المرض أو ذاك،كما يمر أيضا عبر الاختبار للهيئة العالمية لسلامة الدواء التي لها قواعد جد صارمة لاعتماد أي دواء قبل الاستهلاك الإنساني في إطار العلاج. يشرح الدكتور محمد بقاط بركاني في حديثه إلى "المساء"، ويضف بقوله: "من غير المعقول القول بأن شخصا ما قد توصل إلى اختراع دواء يعالج السكري بصفة نهائية وقد أظهر نتائج إيجابية على من عولج به وفي ظرف زمني قصير.. هذا غير منطقي حتى وإن تمكّن فعلا كطبيب بيولوجي من الوصول إلى اختراع جزيئيات تساعد في علاج السكري". ويضيف: "الجزائر دولة قانون وهي مرتبطة بالعقود الدولية التي بموجبها يمكنها جلب أدوية وصنع أدوية جنيسة عنها. كما أن مجمع صيدال هو الوحيد المخول له في الوطن صنع أدوية جنيسة وهذا بعد اتفاقيات صارمة تجمعه بالدول صاحبة الدواء الأصلي، لذلك نؤكد أن الدواء موضوعا بالغ الحساسية،وحتى يأتي بالشكل النهائي الذي يسوق بموجبه لا بد له المرور بعدة مراحل وهذا ما يسمى بالبروتوكولات الصارمة لان صحة الإنسان لا يتلاعب بها". من جهة أخرى، لم يقلل الدكتور بقاط بركاني من شأن توصل البيولوجي توفيق زعبيط لدواء قد يشفي مضاعفات مرضى السكري، وقال في هذا المقام إنه عليه (أي زعيبط) تقديم دليل اختراعه لمخابر عالمية لتحليل المادة الكيميائية حتى يتم تجربتها بصفة علمية، موضحا أن براءة الاختراع تحفظ لصاحبها "ولا داعي للتأويلات القائلة بأن الاختراع يمكن أن يُسرق لأن عربي قد اخترعه أو غير ذلك فمخابر الأدوية ذات سمعة عالمية ومن غير الممكن لها التفريط فيها لان التحدي هنا تجاري بحت". في السياق، أكد بقاط بركاني عن أمر استقبال وزير الصحة لتوفيق زعبيط بالقول: "بوضياف رجل سياسة لا غير والأصّح أن يمر المبتكر على وزارة التجارة لأنها الجهة المُخولة لتسويق دوائه هذا بعد أن يتم اعتماد الدواء عالميا". كما أظهره الإعلام مؤخرا، فان دواء توفيق زعبيط المضاد لمضاعفات السكري والذي تظهر أولى نتائجه الايجابية بعد أيام قلائل من تناوله وتتمثل أساسا في تراجع الفشل والخمول العام ونقص الرغبة في التبول وغيره، فإن الدكتور بقاط بركاني يعلق هنا بالقول:"إن كان للدواء فعالية حقا فان الدليل هنا يكون بإجراء تحاليل الدم للمرضى ممن تناولوا دواءه وعندها فقط يتم الحديث عن دواء يشفي من السكري، أما القول بتراجع الفشل وغيره فهذا كلام غير علمي". ويضيف رئيس عمادة الأطباء بقوله: "من أجل الصرامة العلمية لابد من عدة تجارب، ولابد لهذا الدواء أن يخضع لصيرورة علمية وبحثية (أي التحاليل) والتجارب المخبرية، وإذا فعلا مر بكل هذا وكانت النتيجة إيجابية فنحن هنا أمام عبقري لا بد من الاعتراف باختراعه الذي سيحدث ثورة في علاج أحد أهم الأمراض المزمنة ثقلا وهنا نؤكد أن البراءة تبقى لصاحبها".