19 ماي... هو تاريخ يحل علينا بالكثير من الرمزية التي تستوقف ليس الطلبة الذين انتفضوا ذات يوم من أجل دعم الثورة التحريرية المظفرة فحسب، بل من أجل استلهام عِبر الإخلاص والالتزام بمواصلة مسيرة التشييد والبناء التي كان يحلم بها السلف من أجل أن يعيش الخلف في جزائر عصرية متأصلة بقيمها الثابتة. ومن باب استذكار مآثر هذه الذكرى التي صنعتها نخبة وطنية في هذا التاريخ من عام 1956، نُظمت العديد من النشاطات التاريخية والثقافية عبر الوطن، لاسيما أن الذكرى تزامنت هذه السنة مع دسترة حرية البحث العلمي. وقد جاءت دسترة الحقوق الأكاديمية وحرية البحث العلمي لتمكين الجامعة من المساهمة بشكل فعال، في تطوير الاقتصاد الوطني، كأجمل هدية تتلقاها هذه النخبة المدعوة إلى المساهمة أكثر في تنويع الاقتصاد الوطني والتخلص من التبعية للمحروقات، من خلال تثمين نتائج البحث العلمي في المجال الاقتصادي. كما عزّز التعديل الدستوري قطاع البحث العلمي بإنشاء مجلس وطني للبحث العلمي والتكنولوجيات، يتولى مهمة ترقية البحث العلمي في مجال الابتكار التكنولوجي والعلمي، فضلا عن اقتراح التدابير الكفيلة بتنمية القدرات الوطنية في مجال البحث والتطوير. المجلس يتكفل أيضا بتقييم فعالية الأجهزة الوطنية المتخصصة في تثمين نتائج البحث العلمي لفائدة الاقتصاد الوطني في إطار التنمية المستدامة، فضلا عن إنشاء الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات في شهر نوفمبر المنصرم؛ بهدف تطوير العلوم وتطبيقاتها. يأتي ذلك في ظل مواصلة مساعي السلطات العمومية لضمان حق المواطن في التعليم؛ إذ يتجلى ذلك في التصاعد المضطرد لعدد المؤسسات الجامعية؛ حيث بلغ عددها اليوم 107 مؤسسات تضم 5ر1 مليون طالب جامعي، بعدما كانت الجزائر تتوفر غداة الاستقلال، على جامعة واحدة يدرس بها حوالي 800 طالب. ومن المتوقع أن يستلم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مطلع الدخول الجامعي القادم، 000 100 ألف مقعد بيداغوجي جديد وأكثر من 55 ألف سرير. وبغرض ترقية مستوى التعليم العالي والبحث العلمي نظمت الوزارة الوصية مطلع السنة الجارية، ندوة وطنية لتقييم نظام (ليسانس - ماستر - دكتوراه)، حيث شكلت هذه الندوة التي عرفت حضور 800 مشارك، فرصة للتأكيد على ضرورة النهوض بالنظام الجامعي ليكون أكثر فعالية لضمان سيرورتها مع تحديات ومتطلبات الاقتصاد الوطني. على صعيد آخر، تحتضن مختلف الإقامات الجامعية للجزائر العاصمة، عدة نشاطات ثقافية، علمية ورياضية بمناسبة الاحتفال بالذكرى، على غرار جامعة الجزائر "2" أبو القاسم سعد الله ببوزريعة، التي نظمت تظاهرة ثقافية وعلمية ورياضية ل 11 إقامة جامعية تابعة للمديرية. وتضمنت النشاطات مسابقات علمية وفكرية وعروضا مسرحية ومنافسات رياضية في مختلف التخصصات.. كما تنظم مصالح ولاية الجزائر اليوم، العديد من النشاطات المخلدة لذكرى عيد الطالب من خلال وقفات الذكرى والترحم وتدشين النصب التذكارية.