وجه الأمين العام للأفلان، أمس، من تبسة، اتهامات بالجملة لعدة أطراف ومسؤولين، محملا إياهم مسؤولية ما يحدث في هذه الأيام الأخيرة من تجييش وإثارة للرأي العام وافتعال الأزمات. السيد عمار سعداني حمل مباشرة وصراحة المدير السابق للمخابرات الجنرال "مدين" بأنه من يقف ويحرك رجال أعمال وسياسيين وبعض وسائل الإعلام. قائلا بأن هذا "الأخطبوط" له خمسة أذرع. أولها لوبي أمني يمثله بعض الجنرالات المتقاعدين، وذراع سياسي تمثله أحزاب تروتسكية واشتراكية ومن دار في فلكها. وذراع مالي يريد فرض هيمنته على الدولة ومؤسساتها. ثم الرابع وهو ذراع إعلامي وآخر خامس ذراع إداري يريد التحكم في دواليب الإدارة. سعداني في تجمع شعبي جهوي نظم بقصر الثقافة محمد الشبوكي بتبسة، جمع مناضلي ومحافظي الجبهة لولايات الشرق والجنوب الشرقي للبلاد، والعديد من الإطارات من حزبه ركز "قصفه" على ثالوث محدد. الجنرال توفيق ورجل الأعمال إسعد ربراب وأمينة حزب العمال السيدة حنون، هذه الأخيرة التي اتهمها مباشرة وعلانية بأنها تريد بيع العمال لرجل أعمال وأنها تتحرك بإيعاز. وخيّر، من جهة أخرى، رجل الأعمال السيد إسعد ربراب بين المال والسياسة، و "هدده" بأن محاولة الجمع بين الاثنين ستؤدي به إلى فقدان الاثنين معا. موضحا أنه جمع الأموال في التسعينات ويريد ممارسة السياسة اليوم نتيجة المال. رغم أن المال يفسد السياسة والسياسة تفسد المال، كما قال. ولدى تطرقه إلى قضية "بيع الخبر" دافع زعيم الأفلان عن وزير الاتصال، حميد قرين. وأكد أن هذا الأخير نظيف، بل أنظف ممن كتبوا عنه، موضحا بأن الخلفية الحقيقية لمسألة جريدة الخبر ليس ربراب هو من يشتري، لكن هي عملية خطط لها، حسبما صرح به سعداني، الجنرال توفيق نفسه، وتندرج عملية البيع في استراتيجية تحضير الرئاسيات، وأكثر من ذلك فإنه اتهم جريدتين خاصتين بأنهما أصبحتا لسان حال جنرالات متقاعدين، وهو رهان خاسر - حسبه- فهؤلاء لن يتمكنوا من تعيين أبسط موظف، وأضاف لقد انتهى عهد تعيين الرؤساء والحكومات والوزراء والمديرين والسفراء.. مشددا أن موعد الرئاسيات القادمة لن يكون قبل 2019، وأن الرئيس القادم سيأتي عبر الإرادة الشعبية بواسطة صناديق الانتخاب، وهنا جدد دعم الأفلان للرئيس بوتفليقة وللجيش الوطني الشعبي ولمختلف الأسلاك الأمنية التي تسهر على حماية الوطن وتقف بالمرصاد لكل المخططات التي تستهدف البلاد. سعداني اغتنم الفرصة ليمدّ يده للمعارضة الجادة، حيث قال في هذا الخصوص: "نساند المعارضة الجادة التي تملك الخيارات والبدائل ولا تدعم مساعي وخطابات التضليل والتهويل"، معتبرا أن جبهة التحرير هي حزب الشعب الجزائري برمته المتخندق مع الشعب في ظروف محيطة بالجزائر تستدعي الحيطة والحذر لتجنيب البلاد مخططات تحركها قوى استعمارية للأسف تستند إلى جهات داخلية في التنفيذ. المسألة الاقتصادية كانت حاضرة في مداخلة الأمين العام للافلان أين أشار إلى إن البلاد بقيادة بوتفليقة ستواصل مواجهة الأزمة بإرادة مخلصة وبقرارات وطنية شجاعة تماشيا مع انعكاسات تراجع مداخيل المحروقات. وفي هذه النقطة انتقد أطيافا من المعارضة لم يسمها بالإسم بمحاولة الاصطياد في المياه العكرة وأنها "تتمنى سقوطا آخر للأسعار لبلوغ غاياتها المشبوهة"، واستغلال هذه الوضعية. وقال إن حزبه سيقف في وجه أي دعوة مغرضة محرضة على الفوضى والفتنة التي تستهدف استقلال الجزائر ووحدتها، مشيدا بالدور البطولي لقوات الجيش والأمن الوطنيين المكونين من الفلاحين والعمال والبسطاء، وحياّ قوات الجيش وكافة أسلاك الأمن التي ترابط على الحدود للتصدي لكل الأخطار. حسب سعداني، فإن الجبهة قوة جمع وحوار وليست عامل تشتيت للمكونات الوطنية. كما ثمن مبادرة الجدار الوطني التي سبق للأفلان الاعلان عنها، حيث أكد أن العديد من الاحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات الوطنية قد دعمتها، وهي المبادرة الهادفة إلى دعم الجيش الوطني الشعبي والجبهة الوطنية ومساندة برنامج الرئيس. وسخر من الداعين إلى وضع هذا الحزب في المتحف وقال مخاطبا إياهم "خسئتم وخسرتم" لأن الافلان هو العنوان المؤثر على تماسك النسيج المجتمعي والمحافظ على هوية الشعب الراسخة والمتمثلة في ثوابت الأمة".