تسمية أكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة باسم الرئيس الراحل هواري بومدين، وإطلاق اسم المجاهد الراحل عبد الرزاق بوحارة على الدفعات الثلاث التي أنهت تكوينها هذه السنة، وتخرّج أول دفعة بالأكاديمية قادمة من مدارس أشبال الأمة، هي السمة البارزة، والجديد في مسار هذه القلعة العسكرية لهذا العام، وتبرز الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة العليا للجيش للأكاديمية التي لا تزال تشكل الخزان الذي يمد مختلف القوات بالكفاءات العسكرية المحترفة. وقد أشرف أول أمس الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على تخرّج ثلاث دفعات، بالمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، تتعلق بدورة القيادة والأركان، التكوين الأساسي، وكذا التكوين العسكري القاعدي المشترك، في حفل كبير، حضره العديد من الأولوية والعمداء إلى جانب ملحقين عسكريين لدول شقيقة وصديقة، وكان الفريق قبلها بيوم واحد أشرف على تسمية هذه القلعة التكوينية باسم الرئيس الراحل هواري بومدين، والجديد في هذه السنة هو تخرج أول دفعة من الطلبة القادمين من مدرسة أشبال الأمة. قائد الأكاديمية اللواء علي سيدان الذي رحب بالضيوف، ذكر في كلمته أن الأكاديمية تشهد ميلاد لبنة أخرى من الكفاءات التي تلقت تكوينا عسكريا وعلميا متخصصا، تضاف إلى جملة الإنجازات التي تحظى بها هذه القلعة التكوينية، التي لعبت رياديا في تكوين الإطارات وتخريج كفاءات ذات نوعية، مشيرا إلى أن الأكاديمية عرفت توقيع عدة اتفاقيات للتعاون في مجال التعليم والتكوين التقني، منفتحة بذلك على العالم الجامعي للاستفادة من التجارب والمهارات. كما أفاد اللواء سيدان أن الدفعات المتخرجة تتعلق بالدفعة الرابعة والأربعين لدورة القيادة والأركان التي دام تكوينها سنة واحدة، تلقوا خلالها تكوينا نظريا وتطبيقيا يساعدهم على ترقية قدراتهم الوظيفية على المستوى التكتيكي والعمل في أركانات الوحدات الكبرى، إلى جانب الدفعة التاسعة للتكوين العسكري القاعدي المشترك، والدفعة التاسعة من التكوين العسكري القاعدي المشترك، التي أجرت التمارين الميدانية بصرامة عالية وانضباط كبير، فاكتسبت بذلك الركيزة الأساسية لصقل المعارف والقدرات العسكرية التطبيقية من خلال الاحتكاك المباشر بالميدان والاندماج الكي مع ظروف الحياة العسكرية الجماعية، فضلا عن الدفعة السابعة والأربعين من التكوين الأساسي التي تلقت تكوينا علميا بدينا وعسكريا، يساعد المتخرجين على خوض المرحلة القادمة في المدارس التطبيقية التابعة للقوات البرية. وقد قام الفريق أحمد قايد صالح قائد القوات البرية وقائد الأكاديمية بتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الأوائل بالدفعات المتخرجة، كما تم تسمية الدفعات باسم المجاهد الراحل عبد الرزاق بوحارة أحد أبطال الثورة التحريرية. وككل سنة تمتع الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال ضيوفها بعروض رياضية وفي القتال المتلاحم، الكاراتيه، الكونغفو، والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدون سلاح، إضافة إلى متابعة تمرين قتالي بياني يتمثل في القضاء على مجموعة إجرامية تتحصن ببناية بمهارات عالية تستعمل فيها مختلف التكتيكات العسكرية الدقيقة، نالت إعجاب الحضور، خاصة أهالي المتخرجين الذين صفقوا لها طويلا، إلى جانب متابعة تمرين بحري على المباشر عرض بواسطة شاشة عملاقة، نفذته القوات البحرية، ويتمثل في تحرير رهائن على متن سفينة لنقل المسافرين، كما رسم طلبة الأكاديمية لوحة تمثل خريطة الجزائر بالألوان الوطنية، وتواصل العرس باستعراض في القفز المظلي لينتقل بعدها الفريق إلى مركز التدريب والمحاكاة، ومتابعة عرض تمرين القيادة والأركان، والاطلاع على العروض العلمية المنجزة. للإشارة فإن الفريق قايد صالح، وبمناسبة تسمية الأكاديمية باسم الرئيس الراحل هواري بومدين الأربعاء الفارط، كان قد هنأ المتخرجين، وخص بالذكر متخرجي أشبال الأمة معتبرا دفعتهم الأولى ثمرة مستحقة للقرار الصائب الذي اتخذه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني الذي أحدثت بموجبه مدارس أشبال الأمة باعتبارها امتدادا لمدارس أشبال الثورة"، شاكرا أيضا جميع الإطارات والمدربين والأساتذة وكل من ساهم في تكوين هذه الدفعات متمنيا للجميع المزيد من التوفيق هذا المسعى المحمود والنبيل، وطلب من المتخرجين الاقتداء بالتضحيات الجسام التي قدمها الأسلاف وعدم نسيان المعاناة الطويلة والشاقة التي كابدها الشعب الجزائري بكل صبر في مواجهة الاستعمار الفرنسي.