توجهت جهود مختلف أطياف المجتمع المدني هذه الأيام لضبط آخر الرتوشات المتعلقة بالاستعداد للشهر الفضيل، في سبيل دعم الفئات الفقيرة والمعوزة، وتمكينها من صيام شهر رمضان كغيرها من أفراد باقي المجتمع. "المساء" احتكت ببعض الجمعيات الفاعلة ورصدت جانبا من هذه المساعي التطوعية. البداية كانت مع جمعية "جزائر الخير" التي تعودت بحلول الشهر الفضيل على تسطير برنامج خاص، وتحدثت "المساء" إلى عيسى بن الأخضر رئيس الجمعية الذي قال بأن الجمعية انتهت بحلول شهر شعبان من تنصيب مختلف اللجان المشرفة على التحضير لقفة رمضان ومطاعم الرحمة، ويجري حاليا توزيع المشاريع لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات على مستوى مختلف الولايات، مشيرا إلى أن الجمعية خلال الشهر الفضيل تعد بخمسة مشاريع خيرية لفائدة العائلات الفقيرة والمعوزة ممثلة في مطاعم الخير، يقول: "ستشرف الجمعية خلال رمضان على 200 مطعم عبر الوطن، ومطاعم أخرى لفائدة العمال، حيث نتكفل بتقديم 10 آلاف وجبة، أما بالنسبة للقفة فنسعى إلى تمكين 100 ألف عائلة من مواد غذائية ضرورية، إلى جانب الوجبات الموزعة على مستعملي الطرق السيّارة". ويضيف: "ننتظر كذلك أن نفطر 10 آلاف يتيم ونشير إلى أنها ستكون إفطارات جماعية مرفقة بكسوة العيد وكسوة الفقراء، حيث ينتظر أن تصل إلى حدود 6 آلاف كسوة". وحول الجديد الذي تعد به الجمعية في إطار تشجيع العمل التطوعي، كشف بن الأخضر عن إطلاق وسام "سيد الناس" الموجه للشباب الملتزم بالعمل التضامني من حيث النوعية والأداء، حيث بلغ عددهم في السنة الماضية 4 آلاف متطوع، مع السعي إلى مضاعفة العدد هذه السنة في إطار ترقية العمل التطوعي، إلى جانب مشاريع أخرى، منها عمليات الختان لفائدة أبناء المعوزين والزيارات الدورية إلى المؤسسات الاستشفائية. أما بالنسبة للجانب الثقافي، فينتظر أيضا إطلاق مسابقة "بلال" لأحسن آذان في طبعتها الخامسة وتكون بالتنسيق مع القناة الأولى، وكذا مسابقة ثقافية تربوية قصد تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب، علاوة على أمسيات الإنشاد. وفي رده عن سؤالنا حول مدى إقبال الناس على التصدق لدعم مثل هذه المشاريع الخيرية، أكد محدثنا أن "العمل الخيري لا يزال في بدايته، بعضهم قدم مساعداته وآخرون قدموا وعودا، لكن يمكن القول بأن هناك تجاوب مبدئي مع العمل التطوعي، وهو ما يبعث على الارتياح". من جهتها، لم تتخلف جمعية "ترقية الفتاة" عن موعدها التضامني مع العائلات الفقيرة والمعوزة، حيث أكدت رئيسة الجمعية عائشة شلبي، أنّ العمل جار على قدم وساق لتأمين عدد وافر من قفة رمضان، حيث ينتظر توزيع حوالي 100 قفة، بالنظر طبعا إلى حجم المساعدات التي تتلقاها الجمعية، كما نتكفل أيضا بعمليات ختان 40 طفلا، مشيرة إلى أن الجمعية وجهت نداءها لكل الراغبين في دعم الجمعية بالإمكانيات لمساعدة المحتاجين، فبالنسبة مثلا لعمليات الختان تمكنا تضيف من تأمين لوازم 20 طفلا، وحتى لباس العيد الذي سيوزع عليهم بعد الختان". وعن إحياء بعض السهرات الرمضانية، أشارت المتحدثة إلى برمجة سهرة تاريخية، تليها خرجة ميدانية إلى قصر "رياس البحر" للراغبين من الشباب والشابات في اكتشاف تاريخهم، حيث ينتظر أن يكون الحديث عن الفترة العثمانية، أما جمعية "الابتسامة"، فسعت هي الأخرى إلى ضبط برنامجها التضامني لمؤازرة الفئات الهشة، حيث قالت السيدة نسيمة فنور، ممثلة الجمعية بتيبازة، بأنّ الجمعية تنتظر ما تجود به المصلحة الاجتماعية وما تجمعه الجمعية من مساعدات المحسنين، ومن ثمة يجري جمع كل المواد الغذائية الضرورية للشهر الفضيل من أجل توزيعها على شكل قفة. مشيرة إلى أنّه خلال السنة الماضية بلغ عدد القفف الموزعة 75 قفة، وينتظر أنّ يتضاعف هذه السنة تبعا للمساعدات، إلى جانب تنظيم عمليات ختان كاملة، بدأت بتحضير الألبسة وسهرة احتفالية خاصة. أما بالنسبة لمطاعم "الرحمة"، فتقول: "لقد دأبت الجمعية على المشاركة بمطاعم الرحمة، بالتعاون مع بعض الجمعيات، لكن في هذه السنة نواجه صعوبة الحصول على مقر ليكون بمثابة مطعم خيري، فإن تمكنا من تأمين المقر، سنتكفل بإفطار الصائمين، دون أن ننسى أيضا كسوة العيد التي نتطلع من ورائها إلى إبهاج الأطفال والقيام أيضا بزيارة المرضى في المؤسسات الاستشفائية". ولم يتخلّف "قدماء الكشافة الإسلامية" عن المشاركة في العمل التضامني الرمضاني، حيث انطلقت حسب مصطفى سعدون، القائد العام لقدماء الكشافة التحضيرات على مستوى الأفواج الكشفية بمختلف ربوع الوطن لجمع المساعدات الخاصة بقفة رمضان، التي بلغت في السنة الماضية 9 آلاف على مستوى العاصمة فقط. كما يجري –يقول- تحضير المطاعم المنتشرة على مستوى سبع ولايات منها؛ الجزائر العاصمة، تبسة، ورقلة، تيزي وزو ووهران للتكفٌل بإفطار الصائمين، أما الفروع التي لا تملك مقرات إطعام فتعمل بالشراكة مع بعض الجمعيات، مشيرا إلى أنه في أواخر رمضان يتم التوجه نحو التحضير للإشراف على عمليات ختان أبناء الفقراء والمعوزين، وبادر قدماء الكشافة أيضا كسنة حميدة للإشراف على وجبات السحور بمحطات المسافرين التي يتردد عليها المواطنون ولا يجدون فيها محلات تجارية، دون نسيان توزيع الوجبات على مستعملي الطرق السريعة وتحديدا شرق غرب. وقال المتحدث بأن جمعية "قدماء الكشافة" تتمنى فقط أن يلتحق أكبر قدر ممكن من الشباب لدعم العمل التطوعي، وهو عادة حميدة متأصلة لدى الشباب، فرغم أنه غير مؤطر إلا أنه يندمج في العمل الخيري.