ذكر الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن الدولة تولي أهمية بالغة للصناعات العسكرية، مشيرا إلى أن التصنيع العسكري أصبح انشغالا مستمرا بالنسبة لها. وشدد على أن هذه الصناعات يمكن أن تستفيد منها القطاعات الأخرى شرط التحكم الجيد في التكنولوجيات. وقال الفريق قايد صالح في هذا السياق: "إنه لا يخفى عليكم بأن مطمح الاعتماد التدريجي على أنفسنا في مجال الصناعات العسكرية الذي ما فتئ يلح عليه فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، هو انشغال مستمر ينبغي أن يكون انشغال جميع أبناء الجيش الوطني الشعبي، لاسيما منهم العاملون في قطاع البحث والتطوير والتصنيع العسكري بمختلف فروعه وتخصصاته". وأعطى الفريق هذه التوجيهات خلال لقاء جمعه بإطارات ومستخدمي وحدة البناء البحري بعنابة في ثاني يوم من زيارته للناحية العسكرية الخامسة، رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية العسكرية الخامسة، واللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية. وأكد في كلمته التوجيهية – حسبما جاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني - على الأهمية القصوى التي تُوليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في سبيل عصرنة وتطوير قواتنا البحرية، حاثا عمال ومستخدمي هذه الوحدة على التحكم التام في ناصية التكنولوجيا التي يتطلبها البناء المتقن للسفن والزوارق. وقال: "إن الأهمية البالغة التي نوليها لمجال بناء وتصليح مختلف الزوارق، ليست فقط لفائدة القوات البحرية، وإنما أيضا هي متفتحة على قطاع الصيد البحري العمومي والخاص، على غرار عمليات تصليح وصيانة قوارب الصيد، التي يعلم الجميع أهميتها الاقتصادية والاجتماعية"، مضيفا: "كل ذلك يحثني اليوم على مطالبة إطارات ومستخدمي هذه المؤسسة ذات الطابع التجاري والاقتصادي، بالتحكم في ناصية التكنولوجيا التي يتطلبها البناء المتقن للسفن والزوارق، وذلك ما سيعطي، بدون ريب، الدفع اللازم لأعمال هذه المؤسسة الهامة، ويجعل منها خطوة أخرى نقطعها بكل طموح وثبات على درب ترقية صناعتنا العسكرية الناشئة في كافة المجالات الممكنة". وذكر الفريق قايد صالح أن "مسعى متابعة المشاريع والوقوف الميداني على مدى تقدم الأشغال فيها"، هو في صلب الزيارة الثانية التي قام بها إلى وحدة البناء البحري بعنابة، والتي تأتي عقب تلك التي أشرف فيها على تدشينها. للإشارة، استمع السيد الفريق في بداية زيارته للوحدة، إلى عرض قدمه رئيسها حول مهامها ومكوناتها، ليقوم بعدها بتدشين أول زورق إنقاذ تنتجه هذه الوحدة وبأيدي جزائرية، ليطوف بعدها بمختلف مرافقها وورشاتها الإنتاجية. كما استمع إلى تدخلات عمال الوحدة، الذين عبّروا عن شكرهم وامتنانهم للعناية التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتطوير هذا الميدان من الصناعات العسكرية، حسب البيان. وتُعد وحدة البناء البحري بعنابة فرعا من مؤسسة البناء والتصليح البحري بمرسى الكبير بالناحية العسكرية الثانية، وهي تضطلع بمهام بناء هياكل جديدة لزوارق الإنقاذ، وتجديد هياكل السفن قيد الخدمة، وكذا تركيب تجهيزات ومنظومات المتن، فضلا عن المساهمة في صيانة وتصليح قوارب الصيد التابعة لقطاع الصيد البحري العمومي والخاص. وفي هذا الصدد، تمكنت هذه الوحدة منذ تدشينها في فيفري 2016، من صيانة وتصليح أكثر من ثلاثين قارب صيد من مختلف الولايات الساحلية للوطن.