كشف السيد سمير دليو، مساعد نائب المدير لوكالة السفر "الجهات الأربع للأسفار" أن 60 بالمائة من الأزواج في السنوات الأخيرة يقدسون شهر العسل، ويعتبرونه مظهرا احتفاليا يلي الزفاف ولا يمكن إغفاله أبدا، مشيرا إلى أن أهم الوجهات السياحية التي يختارها العرسان هي تونس، المغرب وخلال العشر السنوات الأخيرة دخلت تركيا الأجندة، بالنسبة لميسوري الحال، موضحا أن إسبانيا واليونان تعدان من الدول الأوروبية التي يختارها آخرون نظرا لجمالها وأسعارها المعقولة، لتبقى مصر، قطر والإمارات وجهات مثالية للذين يفضلون تمضية ليالي العمر في دول عربية، في حين تبقى بعض ولايات الوطن وجهة أساسية لأزواج آخرين. يصعب في بعض الأحيان الحجز للسفر في مواسم معينة من السنة إلى الوجهات الثلاث تونس، المغرب وتركيا، نظرا للطلب المتزايد للمواطنين عليها لاسيما خلال موسم الصيف حيث تزداد الأعراس، ما يحتم حجز كل الأماكن عبر الوكالات السياحية لتمضية شهر العسل، ومن ذلك المنطلق تشتد حمى المنافسة بين الوكالات السياحية لاستقطاب أكبر عدد من الراغبين في تمضية أسبوع ساحر في أحضان دول أجنبية. وأوضح المتحدث أنه "رغم المصاريف الكثيرة التي تشهدها الأعراس الجزائرية، إلا أن بعض الأزواج يفضلون وجهة سياحية لقضاء أيام العمر التي يعتبرونها بداية سعيدة للحياة الزوجية، آملين في أن تكون نقطة انطلاقة مليئة بالمرح، حتى لو كانوا يعانون من ذائقة مادية. وعن الميزانية التي يخصصها الأزواج، قال المتحدث إنها تصل حد200 ألف دينار، مقسمة بين سعر تذاكر الطائرة، وتكاليف التنقل ومصاريف الإيواء والغذاء. وأشار المتحدث إلى أن أرقام الحجز للرحلات المبرمجة لهذا الموسم أغلبيتها نحو تركيا التي ازداد عليها الطلب خلال عشر السنوات الأخيرة، واشتدت خلال ثلاث سنوات الأخيرة، نظرا للأوضاع غير المستقرة التي شهدتها تونس الشقيقة. من جهة أخرى، أجمع عدد من ممثلي الوكالات السياحية التقت بهم "المساء" وفي مقدمتهم سفر تور، والنجاح للسياحة والسفر، على أن تركيا تبقى الوجهة السياحية المفضلة للأزواج الجزائريين، باعتبارها دولة أوروبية من جهة، ولانخفاض أسعار الخدمات وجودتها من جهة أخرى. وأشار ممثلو تلك الوكالات إلى أن عدد الطلبات أسبوعيا نحو تركيا يتراوح ما بين5 و10 طلبات، وما زاد في استقطاب السياح الجزائريين نحوها، الأسعار المغرية للرحلات المنظمة، وبذلك أصبحت تركيا منافسا لتونس، حيث أكد ممثل وكالة سفر تور على انتعاش الوجهة التركية لهذا الصيف مقارنة بالسنوات الماضية، موضحا أن كل حجوزات شهر جوان وجويلية نفدت على مستوى الرحلات الجوية وأن أغلب الحجوزات نحو تركيا شغلها العرسان الجدد، أما عن الأسعار، فيصل سعر التذكرة إلى 48 ألف دينار. من جهتها، أوضحت ممثلة وكالة السياحة والسفر أن تفشي ثقافة الاستمتاع بشهر العسل خارج الوطن واعتباره مظهرا احتفاليا يلي الزفاف مباشرة، جعل المواطنين يحرصون على قضائه في إحدى الدول التي يقدرون على تكاليفها، ويصل ببعض الأزواج إلى برمجة يوم الزفاف على حسب شهر العسل، فتجدهم مثلا يخططون للزواج في موسم الشتاء ليتجهوا إلى إحدى تلك الدول السياحية خارج مواسم الذروة لقضاء أيام مريحة، نظرا لانخفاض الأسعار في تلك المرحلة، وتوفر أفضل الفنادق بأسعار معقولة، وعدم وجود الازدحام، مشيرة إلى أن بعض الأزواج يفضلون السفر إلى تونس برا للاقتصاد في تكاليف السفر، بينما البعض الآخر يفضل تمضيته بإحدى ولايات الوطن التي تزخر هي الأخرى بجمال وروعة لا مثيل لها، إلا أن الإشكال الوحيد الذي يعاني منه الباحثون عن تلك الوجهات هي برامج الترفيه، فضلا عن ارتفاع أسعار الإقامة في بعض الفنادق التي قد تصل تكاليفها إلى أكثر من السفر إلى دولة أوروبية.