توصّلت مديرية التجارة بالعاصمة، مؤخرا، إلى إحصاء أكثر من 600 تاجر ينشطون بصفة غير شرعية بسوق السمار لتجارة الجملة (جسر قسنطينة)، وهذا في إطار عملية الإحصاء الشامل لكافة التجار المعنيين بالتحويل إلى السوق الجديد الذي سينجز بمنطقة بابا علي ببئر توتة بغرب الجزائر العاصمة على مساحة 40 هكتار. وأكد نائب مدير التجارة رئيس مصلحة ملاحظة السوق والاعلام الاقتصادي، محمد الطاهر جعطي، أنه تم إحصاء هؤلاء التجار في عملية أولية تحضيرا لإعداد قوائم نهائية لكافة الأسماء المستغلة بسوق السمار التي سيصادق عليها في الأخير وزير التجارة، بختي بلعايب، باعتباره صاحب الكلمة الفصل في المصادقة على هذه القوائم. وأوضح السيد جعطي في هذا الشأن أن هذا العدد قابل للارتفاع بالنظر للعدد الاجمالي للتجار الناشطين بالمنطقة المقدر ب800 تاجر، مشيرا إلى أنه قد تمت دراسة طلب اتحاد التجار لتخصيص حوالي 1000 محل تجاري بالسوق الجديد المرتقب تشييده ببر توتة. وهو ما يدل على إمكانية إضافة أسماء تجار آخرين الى هذه القوائم إن اقتضى الأمر ذلك-على حد قوله-. وأضاف المتحدث، في السياق، أن عملية إحصاء التجار متواصلة الى غاية إحصاء آخر تاجر بعين المكان، وهذا تفاديا لإقصاء أو تهميش أي أحد . ومن جهته، استعجل ممثل تجار الجملة للمواد الغذائية بسوق السمار عمر العزري إنشاء هذه السوق الجديدة في أقرب وقت لتمكين تجار السمار من مزاولة تجارتهم بشكل قانوني وشرعي بعيدا عن الفوضى والتهرّب الضريبي وعدم التصريح بالسجلات التجارية، باعتبار أن الكثير من التجار يلجأون إلى أسماء مستعارة للتهرب من الأعباء الضريبية. وذكّر العزري بأن كل التجار أبدوا رغبتهم في المساهمة في دفع اشتراكاتهم المالية لصالح مؤسسة "ماغرو" المكلّفة بتشييد مثل هذه الفضاءات التجارية الكبرى، باعتبار أن هذه السوق الجديدة ستكون لصالح التجار الذين سيساهمون دون شك في تعزيز التنمية المحلية بالمنطقة والعمل على إنعاش الحركة التجارية بها، خاصة لكونها قريبة من الطريق السيّار شرق-غرب ما يسهّل عملية نقل وتوزيع وتسويق المنتوجات الغذائية نحو الولايات الأخرى. ومن جهتهم، يطالب تجار سوق السمار الكائن بجسر قسنطينية بالعاصمة بضرورة الإسراع في تحويل هذا الفضاء التجاري الفوضوي الى منطقة بابا علي ببئر توتة، تجسيدا لتعليمات الحكومة في هذا الإطار. ويذكر أن وزير التجارة بختي بلعايب قد اجتمع عدّة مرات مع الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين صالح صويلح لبحث ومناقشة سبل بناء وتسيير هذا المشروع التجاري الجديد، كما كانت هذه الاجتماعات مناسبة لإشراك المؤسسة العمومية "ماغرو" بالنظر لخبرتها الطويلة في الميدان في إطار إنجاز الأسواق التجارية الكبرى عبر الوطن.