يعدّ المخرج سعيد سالمين واحدا من الشباب الإماراتيين الذين ساهموا في النهوض بالسينما الإماراتية خلال السنوات الأخيرة من خلال تقديمه للعديد من الأعمال السينمائية الجديدة والمتنوعة، نال بها جوائز في مهرجانات عربية ودولية، إلى جانب مشاركته مؤخرا في مهرجان وهران للفيلم العربي بفيلمه الثاني الطويل "ساير الجنة" الحائز على العديد من الجوائز. كيف تُعرف المخرج سعيد سالمين لمن لا يعرفك؟ — اسمي سعيد سالمين المري من إمارة أبو ظبي، بدايتي مع السينما كانت في سن مبكرة قبل 20 سنة، عندما اكتشفت موهبتي السينمائية، فانطلقت بمحاولات متواضعة من حارتي بمساعدة عدد من أصدقائي، بإمكانيات بسيطة، ثم كبرنا وكبر طموحنا معنا وتطوّرت مداركنا وأفكارنا، فقررت تكوين فرقة سينمائية تحت اسم "مجموعة الرؤية السينمائية"، استطعنا التركيز على إنتاج الأفلام وإخراجها باحترافية أكثر وبتنظيم أكبر وبجودة أعلى مما ساهم بشكل مباشر وقوي في التطوير العميق لرؤيتنا الخاصة بالسينما الإماراتية. أنت خريج أكاديمية نيويورك للسينما الأمريكيةبأبوظبي، إلى أي حد ساعدتك خلفيتك الدراسية على أن تكون صاحب رؤية إخراجية احترافية؟ الدراسة أعطتني دفعا أكثر وتعرفت على الأدوات التقنية التي اشتغل بها، وهذا ضروري لأيّ مخرج مبتدئ يحتاج إلى دراسة أكاديمية في المجال. المخرجون الإماراتيون لا يخوضون في السياسة ولا يتناولون الواقع الإماراتي لماذا في رأيك؟ ببساطة شديدة..نحن شعب سعيد ومرتاح.. الدولة لم تقصر معه في شيء،ليس لدينا ما ننتقده سياسيا، لكننا نتناول الوضع العربي الراهن لأننا ننتمي إليه ونحمل همه. فيلمك الطويل الثاني "سائر الجنة" ماذا أضاف لك؟ أكيد كل فيلم روائي جديد للمخرج يعتبر إضافة جديدة لخبرته ورصيده واحترافيته، ففيلمي الطويل الثاني "ساير الجنة" قدّمته بجودة أعلى من الفيلم الأول "ثوب الشمس" لأنني صحّحت كل الأخطاء التي ارتكبتها من قبل وهكذا بالنسبة للعمل المقبل أكيد سيكون أفضل من سابقيه. ما هي أعمالك السينمائية؟ — بدأت بالأفلام القصيرة، ويعدّ الفيلم القصير "بقايا تراب" أوّل عمل لي ثم "هبوب"، "عرج الطين"، "جدران"، "مسافر"، "عرس الدم"، "لغبنة"، "لضنا" والفيلمين الطويلين "ساير الجنة". هل من الضروري مرور المخرج في بدايته بإنجاز الفيلم القصير قبل الطويل؟ — نعم، أنا أرى أنه من الضروري أن يبدأ المخرج بالفيلم القصير التي اعتبرها مرحلة تكوين قبل التوجّه نحو إنجاز الأفلام الطويلة، وهي كانت بدايتي قبل 15 سنة، وفي سنة 2011 شرعت في إخراج الأفلام الروائية الطويلة. أغلب أبطال فليميك الطويلين أطفال، إلى أيّ مدى أتعبك التعامل معهم؟ — تعبت معهم كثيرا، فخلال تصوير الفيلم تدخّلت في الكثير من الأحيان لحلّ مشاكل البعض منهم، مثل أحدهم الذي اضطررت للمذاكرة له بعدما اعتذر عن الحضور بسبب الامتحان، وغيرها من القصص التي اعتبرها طريفة، حاليا تربطني بهم علاقة صداقة قوية ويشعرني العمل مع الأطفال بلذة كبيرة. لقّبت بصائد جوائز المهرجانات، فما هي هذه الجوائز التي اصطدتها؟ — تحصّلت على جائزة لجنة التحكيم سنة 2006 عن فيلم "هبوب" 2006 وجائزة أفضل سيناريو سنة 2006 عن فيلم "عرج الطين" وفيلم "الغبنة"، "بنت مريم" الذي تحصّل على 13 جائزة كأفضل فيلم إماراتي، إلى جانب تكريمي من قبل المجلة العالمية المتخصصة في السينما "ديجيتال استيديو" سنة 2007 وكذلك الفيلم الروائي الطويل "ساير الجنة". كيف تقيّم السينما الإماراتية حاليا؟ — حقيقة ودون مبالغة السينما الإماراتية خطت أشواطا عملاقة خلال العشر سنوات الأخيرة، ترجمتها العديد من الإعمال الناجحة، نالت بها جوائز بالمهرجانات العربية والدولية، وأنا ممتن لمهرجان دبي السينمائي الذي يعود له الفضل الكبير في التعريف بالسينما الإماراتية وفتحها على العالم، مما ساعد على نشر الأعمال الإماراتية وظهورها. هل أنت مع إنتاج الأعمال السينمائية المشتركة؟ طبعا.. كمخرج إماراتي، أشجّع الأعمال المشتركة ولديّ الرغبة في أن أقوم بعمل إنتاج مشترك عربي لاسيما الأعمال التاريخية القديمة وأن يكون لها حبكة تاريخية ذات طابع زماني ومكاني وبالنسبة لي تعتبر إضافة لي. هل ساهم دعم الدولة للإنتاج السينمائي في تطورها؟ — نعم ساهم كثيرا دعم دولة الإمارات للسينما في تطويرها، لاسيما للجيل الحالي، أما بالنسبة لجيلي من المخرجين لم نتلق الدعم في بدايتنا، واهتمام دولة الإمارات بالسينما جاء بعد النجاح الذي حقّقناه نحن، وهو ما فتح المجال لتأسيس العديد من المهرجانات على غرار مهرجان دبي السينمائي ومهرجان أبوظبي والمسابقات مثل مسابقة أفلام من الإمارات. أيضا تلقينا الدعم من المحطات الفضائية من خلال طلب الأفلام التي ننجزها وتعرضها، حيث خصصت قناة دبي الفضائية برامج لعرض هذه الأفلام، كما يقومون أيضا بإرسالها للاشتراك في مسابقات خارج الدولة، وهي وسيلة مهمة جدا عرفت بالسينما الإماراتية للجمهور العربي والأجنبي وأصبحت لها مساحة في الساحة الفنية، وهذا راجع لاهتمام الدولة بالسينما وتسخير الإمكانيات والدعم لاسيما للمبتدئين وتشجيعهم من خلال الترحيب بأي فكرة جديدة. هل نستطع أن نجزم أنّ السينما الإماراتية تقود قاطرة السينما الخليجية؟ — طبعا نحتاج فقط لثلاث سنوات وستبلغ السينما الإماراتية العالمية. الطبعة الأخيرة من مهرجان الفيلم العربي، ماذا أضافت لسجل المهرجانات السينمائية العربية؟ — الطبعة الحالية من مهرجان وهران للفيلم العربي من خلال أغلب الأفلام السينمائية التي عرضت وبطريقة جيدة واحترافية عالية مررت رسالة قوية للعالم مفادها أن التطرف والغلو في الدين ليس من الدين الإسلامي في شيء، وساهمت في تصحيح الاعتقاد الغربي السائد بأن "الداعشية" هي الإسلام بينما هي مرض خبيث يحتاج لتكاثف جهود العالم لاستئصاله والشفاء منه وأعتقد أن هذه معركة السينما العربية حاليا وتحديا لابد أن تنجح فيه. هل هناك مشروع فيلم جديد في الأفق ؟ — أنا بصدد التحضير لفيلم روائي جديد يحمل فكرة جيدة، سيشاهده الجمهور العربي بعد سنتين إن شاء الله.